الحبر
الأصفر
رأي
الدب في ماهية وحقيقة الحب!
دَائِمًا
يَسأَلني النَّاس عَن الحُب، وعَن مَوقفي مِنه، خَاصَّةً بَعد قِرَاءة عَشرَات، بَل
لَا أُبَالِغ إذَا قُلت: مِئَات الكُتب عَن الحُب، وحَول الحُب، وفِي الحُب، وعِند
الحُب، ولَعلَّ أوَّل مَن تَطرَّق إلَى هَذا المَوضوع، باستفَاضةٍ كَبيرة، هو شَيخنا،
وشَيخ المَدرَسَة الظَّاهريَّة "ابن حزم الظاهري"، فِي كِتَابه:
"طوق الحَمَامَة"..!
دَعوني
أَفتَح صَفحة الحُب وأَقول: لقَد قِيل فِي الحُبِّ الكَثير، ويُقَال الأكثَر،
وسيُقال أكثَر الأكثَر فِي المُستقبَل، لأنَّ الحُبّ تَجاربٌ شَخصيَّة، فكُل إنسَانٍ
يَصف تِلك الرِّحلَة، التي مَرّ بِهَا، ومِن حَقّه أَنْ يَصف مَا يَجد..!
الحُبُّ
فِي نَظري، هو جذوَة أَو شُعلَة مِن الضّوء، وإنْ شِئتم قُولوا شُعلَة مِن النَّار،
وقَديمًا قَالوا: "مُعظم النَّار مِن مُستَصغَر الشَّرَر"، إنَّها تَبدَأ
بشَرارةٍ بَسيطَة ثُم تَشتَعل، والاشتعَال يَكبُر ثُمَّ يَكبُر ثُمَّ يَكبُر، وإذَا
وَصَل إلَى القمَّة، بَدَأَ بالعَد التَّنَازلي، ثُمَّ يَخبو ويَخبو ويَخبو، إلَى
أَنْ يَنطَفئ، ودور المُحبِّين النَّاجحين، أَو لِنَقُل بشَكلٍ أَكثَر صَرَاحَة،
ودور الأزوَاج والزَّوجَات النَّاجِحَات؛ أَنْ يَجعلوا هَذه الدَّورَة مُستمرَة -أَكثَر
وأَكثَر- لأَطوَل مُدَّة مُمكِنَة، فالحُب مِن المُمكن أَنْ يَستَمر شَهر أَو سَنَة،
أَو عَشر سِنين، ومِن المُحتَمل أَنْ يَستَمر عَشرَات السِّنين، أَو يَستَمر إلَى
آخر العُمر..!
إنَّ
الأَمرَ كُلّه يَتوقَّف عَلَى قُدرة الزَّوجين؛ لإبقَاء شُعلة الحُب حَيَّة ومَشتَعِلَة
ومُتَّقِدَة.. فالحُبّ لِيَاقَة، وهَذه اللِّيَاقَة يُحَافظ عَليهَا الزَّوجَان بقَدر
استَطاعتهمَا، فإذَا كَانَا يَملُكَان النَّفَس الطَّويل، والصَّبر الطَّويل، والتَّغَافُل
الطَّويل، استَمر الحُب إلَى أَبعَد مَا يُمكِن، أَمَّا إذَا كَانَا مِن أَصحَاب
النَّفَس القَصير، والنَّظَر القَصير، فإنَّ نَار الحُب ستَتضَاءَل وتَتقَّلص وتَخبو،
إلَى أَنْ تَنطَفئ..!
حَسنًا..
مَاذا بَقي؟!
بَقي
القَول: يَا قَوم، إنَّ الحُب مَدينَة، وكُلّ دَاخِلٍ إليهَا؛ كدَاخِلٍ إلَى أَي مَدينَة،
ومِن حَق كُلّ شَخص؛ أَن يَصِف مَا رَأَى بهَذه المَدينَة، إنْ نَعيماً فنَعيماً،
وإنْ جَحيماً فجَحيماً.. والحُب مَن كَسِبَ فِي سوقه؛ مَدحه.. ومَن خَسِرَ فِي
سوقه؛ صَبَّ عَليهِ اللَّعنَات والشَّتَائِم، لِذَلك أَقول: اكتبُوا حُبّكم ولَا تَكُونوا
جُبنَاء، فكُلِّ شَخصٍ لَديه تَجرُبَة مِن تَجَارُب الحُب؛ الطَّويلَة والكَثيرَة
والكَبيرَة..!
وأَخيراً..
قَد تَستَغربون مِن العنوَان حِينَمَا أَقُول: (رَأي الدُّب فِي مَاهية وحَقيقة
الحُب)، أَمَّا الدُّب، فهو أَنَا.. وأَمَّا الحُب فهو تَجَاربكم؛ التي ستَكتبون عَنهَا
فِي المُستقبَل..!!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
T:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق