الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

الرَّواج في نَكبة الزَّواج ..!


الرَّواج في نَكبة الزَّواج ..!

لَم يَتناول الفَلاسفة والمُفكِّرون وأهل الحِكْمَة شَيئاً مِثل تَناولهم قَضيّة الزَّواج، ولا غَرابة في ذَلك، فالرَّجُل لا يَكتمل نِصف دِينه إلَّا بوجود الزَّوجة، لذَا يَحلو لِي بَين الفِينة وأُختها -كَما يَقول شَيخنا "مصطفى لطفي المنفلوطي"- أن أتدَاخل مَع بَعض الأقوَال الثَّمينة والحِكَم الرَّصينة التي أنتَجها العَقل البَشري؛ في وَصف الإطَار التَّفاعُلي والتَّواصُلي فِيما يَخص نَظرة الزَّوج إلى الزَّوجة، ومِن هَذه الأقوَال:
يَقول السيّد "ميلتون بيرل": "الزَّوجة الجيّدة هي التي دَوماً تُسامح زَوجها عِندَما تَكون هي المُخطئة".. وأنا أقول: "التَّسامح هُنا شَيء يُحمَد للزَّوجة، حتَّى لَو كَانت مُخطئة، فهُناك مِن الزَّوجات مَن تُخطئ –أحياناً- ولا تَتسامَح"..!
أمَّا فِيما يَخص السّيطرة والتَّحكُّم في غُرفة القيَادة الزَّوجيّة؛ فيَقول "نَابليون": "الذي يَدع امرَأته تَحكمه، لا هو رَجُل ولا هو امرَأة، إنَّه لا شَيء".. ولَيتنا نَسأل السيّد "نَابليون" عَن مَعنى اللا شَيء..!
أمَّا الأديب "شكسبير" فقد اعتبَر أنَّ مَشروع الزَّواج هو المحطّة؛ أو منصّة الانطلاق التي تَبدأ مِنها المَرأة رِحلَة العُمر، حيثُ يَقول: "لا تَطلب الفَتاة مِن الدُّنيا إلَّا زَوجاً، فإذَا جَاء الزَّوج طَلَبَتْ مِنه كُلّ شَيء".. ولله در "شكسبير" فقد اختَصر كَثيراً مِن رِحلَة الزَّواج بهَذه الكَلِمَات القَصيرَات..!
أمَّا الفَيلسوف السَّاخر "برنارد شو" فهو لا يَترك السُّخرية حتَّى في أكثَر الأمور جديّة؛ حيثُ يَقول: "تَقلق المَرأة على المُستقبل حتَّى تَجد زَوجاً، ولا يَقلق الرَّجُل عَلى المُستقبل إلَّا بَعد أن يَجد زَوجته"..!
ولَو تَجاوزنا السُّخرية إلى الجديّة سنَجد أنَّ الفَيلسوف "فولتير" يَقول: "الزَّواج هو المُخاطرة الوَحيدة التي يُقبِل عَليها الجَبَان".. مِن هُنا أقول: تبًّا لكَ يا "فولتير"، فقد جَعلت 90% مِن رِجَال الكَون جُبناء..!
أمَّا الفَيلسوف "هيمانت جوشي" فقد فَضَح الأزوَاج وقَال الحَقيقة؛ دون أن يُلبسها سروَالاً حِين صرّح قَائلاً: "بَعد الزَّواج يُصبح الزَّوج والزَّوجة كوَجهي عُملة، لا يَستطيعان مُواجهة بَعضهما، ومَع ذَلك يَبقيان مَعاً".. وهُنا أقول: لا بَأس إذَا كَانا كوَجهي عُملة، لَكن أتمنَّى أن تَكون العُملة مِن تلك التي مازَالت صَالحة للاستعمَال..!
أمَّا الزَّميل "باتريك موراي" فقد تَزوّج مَرّتين، ثُمَّ بَكى عَلى نَفسه، ولَكنه أضحكنَا حِين قَال: "أصَابني سوء الحَظ مَع كِلتَا الزَّوجتين، حيثُ إنَّ الأُولى تَركتني، بَينما الثَّانية لَم تَفعل"..!
حَسناً.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي القَول: هَذا مَا كَان مِن شَأن الزَّواج، وسيَظل الأمر مُعلّقاً ومَيدانياً للاختلَاف والتَّجاذُب؛ إلى أن يَرث الله الأرض ومَن عَليها..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!