الحبر الأصفر
مسرحية الزواج.. سيناريو بلا
إخراج
لَا تُصدِّق
الذين يَتحدَّثون عَن الزَّواج بمِثَاليّة فِضْفَاضَة، فتِلك الآرَاء لَا تَتجاوز
التَّنظير، لأنَّ أصحَابها حِين يَخوضون غمَار التَّجربَة؛ سيَكتشفون أنَّ عَقْلَنة
الزَّوَاج أكثَر استِحَالة، مِن تَوجيه إعصَار تسونَامي إلَى مَنَابِت الشّجر وبطُون
الأَودية.. لَكن هَذه اليَوميّات لَن تَبْحَث -بالضَّرورة- عَن أأمن المَلاذَات:
(الأحد)
الحَديث مَع
الزَّوجة يَأخذ شَكل السَّعَادة والابتهَاج، وخَيرُ الأزوَاج مَن يَتحدَّث إلَى زَوجته،
وخَير الزَّوجَات مَن تَتحدَّث إلَى زَوجها، ولَكن مستوَى الحَديث يَختلف في مَراحل
الزَّوَاج، حَيثُ يَقل ويَكثر كُلَّما استمرَّت فَترة الزَّوَاج، وقَد انتَبه إلَى
هَذا أَحد الفَلاسفة حِين قَال: (عِندَما يَقول الرَّجُل لزَوجته كُلّ شَيء، اعْلَم
أنَّه رَجُل حَديث الزَّوَاج)..!
(الاثنين)
إهَانَات
الزَّوجَة للزَّوج مُتنوّعة، ولَا يُمكن أن يُحصيها حَاسِب أو كَاتِب، ولَكن أَحَد
الفَلاسفة حَدّد أشنَعها؛ وأكثَرها ألَماً عَلى نَفس الزَّوج، حَيثُ قَال: (أعظَم
إهَانَة تُوجِّهها المَرأة للرَّجُل قَولها: تَزوَّجتَك شَفقة عَليك)..!
(الثلاثاء)
للحُريّة مُنغّصات
كَثيرة، سوَاء حُريّة الحَركة، أو حُريّة الكَلِمَة دَاخِل بَيت الزَّوجيّة، فالزَّوج
إذَا أرَاد السَّلام في البَيت، فيَجب عَليه أنْ يَفعل مَا تُريده زَوجته، ومَا يَنطبق
عَلى الزَّوج يَنطبق عَلى الزَّوجَة، لأنَّ الحُريّة الزَّائِدَة تُفسد كُلّ شَيء،
لذَلك يَقول المَثَل الرّوسي: (الحُريّة تُفسد كُلّ شَيء، حتَّى الزَّوجَة الصَّالِحَة)..!
(الأربعاء)
قَلب المَرأة
يَتّسع لكُلِّ شَيء، يَتّسع للحُب، ويَتّسع للمَال، ويَتّسع للمُجوهرَات، وحُب
الورود، وحُب العطُور، لذَلك مِن المُمكن القَول: إنَّ المُجوهرَات أقرَب طَريق لقَلب
المَرأة، وهَذا القَول لَيس دَائماً بِصَواب، لأنَّ أَحَد الفَلاسِفَة يَقول: (قَلب
المَرأة لَا يَتّسع إلَّا لصَدَى الحُب، وعَقلها لَا يَنفتح إلَّا لكَلِمَة الزَّوَاج)..!
(الخميس)
قَرأتُ صَبَاح
أَمس مَقولة للفَيلسوف "أوسكار وايلد" يَقول فِيها: (الخِلاف بَين الزَّوجين
هو أسَاس الحيَاة الزَّوجيّة السَّعيدَة).. اقتَنَعْتُ بهَذا القَول لمُدَّة سَاعتين،
وحِين جَاءت الظَّهيرة غَيّرتُ رَأيي، لأنَّني قَرأتُ مَقولة للأديب "موريس
آرنست" يَقول فِيها: (الزَّوَاج الصَّالِح لَا يَقوم عَلى أَسَاس مِن الصَّراحَة
التَّامّة، بَل عَلَى أَسَاس مِن الصَّمت)..!
(الجمعة)
الجَمَال
في الزَّوجَة أَمر مَطلوب، وكُلَّما كَانت الزَّوجَة جَميلة؛ كَانت أخطَاؤها أكثَر
قبُولاً، ورَحمَ الله أَهل نَجد عِندَما قَالوا: (الجَمَال مَرحوم).. ولَكن إذَا كَانت
الزَّوجَة جَميلة، فمَاذا يَجب عَلى الزَّوج؟ يَقول أَحَد الفَلاسِفَة: (مَن كَانت
زَوجته جَميلة؛ فإنَّه يَحتاج إلَى أكثَر مِن عَينين)..!
(السبت)
عُمر الزَّوجَة
مِن القَضَايَا الشَّائِكَة التي يَكثر الجَدَل حَولها، ولَكن كَيف للزَّوج النَّاجِح
أنْ يَتعَامَل مَع هَذه الفَترة الزَّمنيّة؛ التي تَضمّها زَوجته؟ ومَا عَلاقة ذَلك
بالحُب؟ ليَأتي الجَوَاب مِن فَيلسوفٍ شَاطِح فيَقول: (إذَا أَرَاد الرَّجُل أنْ تُحبه
زَوجته باستمرَار، فعَليه أنْ يَنسَى عُمرها الحَقيقي)..!!!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق