الخميس، 5 ديسمبر 2019

تجاوز المطب في سيرة الحب ..!


الحبر الأصفر
تجاوز المطب في سيرة الحب ..!

تَنَاولنا أوّل أَمس بَعض تَعريفات الحُبّ، هَذا السَّائِل الرّوحي الذي يَربط الأروَاح ببَعضها، وسنُكمل اليَوم مَا بَدأنَاه مِن التَّعريفات..!
ولَعلَّ أغرَبها، مَا ذَكرَتْه بَعض المَراجِع؛ حِين تَناولَت تَعريف عِلْم الأعصَاب للحُبّ، حَيثُ قَالوا: (الحُبّ هو مُعَادلة عَصبيّة غَير مَفهومَة، ورُبَّما ظَاهرة كَهربائيّة، ومِن المَعروف أنَّ الجِسم يَفرز هرمون "الأوكسيتوسين" المَعروف بـ"هرمون المُحبِّين"، ويَخرج هَذا الإفرَاز أثنَاء اللِّقَاء بَين المُحبّين، وقَد تَوصّل البَاحثون إلَى أنَّ الدَّوائِر العَصبيّة؛ التي تَرتبط بشَكلٍ طَبيعي بالتَّقييم الاجتمَاعي للأشخَاص الآخرين، تَتوقَّف عَن العَمَل عِندَما يَقع الإنسَان في الحُبّ، وأكَّد البَاحثون أنَّ نَتائِج هَذا الإفرَاز؛ تُوضّح وتَشْرَح أسبَاب تَغَاضي بَعض الأشخَاص عَن أخطَاء مَن يُحبّون)..!
ومِن التَّعريفَات -أيضاً- تَعريف عُلَماء الدِّين للحُبّ، حَيثُ عَرّفه الإمَام القَاضي عيّاض، حِين كَتَب مُقدِّمة عَن الحُبّ، أثنَاء حَديثه عَن حُبّ النَّبي -صلّى الله عَليه وبَارك- قَائلاً: (أصلُ الحُبّ المَيلُ لِمَا يُوافق المُحبّ)..!
وفي ذَات السّياق يُعرّف الإمَام "ابن القيّم" الحُبّ، الذي يَجب أنْ يُظهره المَخلوق لخَالقه، قَائلاً: (المَحبّة رُكن العِبَادة الأعظَم، فالعِبَادَة تَقوم عَلى أركَان ثَلاثة، هي المَحبّة والخَوف والرَّجَاء)..!
كَما يَقول "ابن القيّم" في مَوضعٍ آخر: (إنَّ الحُبّ هو المَيل الدَّائِم بالقَلب الهَائِم، وإيثَار المَحبوب عَلى جميع المَصحوب، وموَافقة الحَبيب في المَشهد والمَغيب، وموَاطأة القَلب لمُرَادَات المَحبُوب)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يَبدو أنَّ تَعريفات الحُبّ تَستحق المَزيد، لذَلك سنَكتب حَلقَة ثَالِثَة، فانتظروهَا غَداً إنْ شَاء الله..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!