الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

مسكين مَن ليس له "اتحاد" ..!


مسكين مَن ليس له "اتحاد" ..!

الاتّحاد هو "كتيبة صفراء" تُمارس الرَّكض على المستطيل الأخضر، وهي كتيبة مثل "الحبيبة" في قربها عِتاب وفي بُعدها عَذاب!
"كتيبةٌ صفراء"، كانت على مرمى وردة مِن تحقيق الحُلم –حُلم بطولة آسيا-، وحُلم المُشاركة في كأس العَالَم للأندية، ولكن مَن قال إنَّ هذه الكتيبة مطواعة تقبل التوقّعات وتستجيب للمواعيد؟!
إنَّها "كتيبة صفراء"، تُشبه "القصيدة عند نزار قبَّاني"؛ عندما ينتظرها مِن النَّافذة فتأتي مع الباب، ثم ينتظرها مِن ثُقب الباب؛ فتأتي مِن "سطح الدَّار"، ثم يحتار فينتظرها في كُلِّ مكان، ولكن القصيدة –مع الحصار- تخلع ملابسها وتعتذر عن الخروج، فلا تأتي أبداً، وهكذا فعلت "الكتيبة الصَّفراء"!
وعلى ذكر الكتيبة، لازلتُ أتذكَّر مقالاً نشره كاتبنا المُثمر "فيصل الجهني"؛ في جريدة الرّياضية قبل حوالى 15 سنة، شرَّح فيه أحزان "الكتيبة الصفراء" ليلة لعبها، ليته ينشره لنا الآن؛ وفق متطلّبات الواقع، وجماليات الاتّحاد السَّاطع!
الاتّحاد أو "الكتيبة الصَّفراء"، معاناة طويلة مِن الحُب والعناء، وسلسلة مُمتدَّة مِن العشق والشَّقاء، ومع ذلك يبقى المحبِّين لهم هُم هُم، لم تزدهم الأيَّام إلَّا أصالة ورسوخاً، ولم تمنحهم "نار الخسائر" إلَّا قوة وصلابة، مثلما أن "عود البخور" كُلّما زادت عليه النَّار زادت رائحته عطراً وعبيراً!ه لنا الآن وفق متطلبات الواقع وجماليات الاتحاد الساطع!
 ثم يحتار فينتظرها في كل مكان، ولكن القصيدة
إنَّها "الكتيبة الصَّفراء" التي تطوّقنا بالانتصار، ومرارة الانتظار، وتربطنا برباط التَّعب اللذيذ والفرح الموعود.. وتُصعقنا بنار الانكسار.. تربطنا برباط "الذي يأتي ولا يأتي"، ثم تغتالنا بوجع الهزيمة، ومع هذا نحبّها وتستقر أعيننا بمشاهدتها.. إنَّها تماماً مثل "كف الحُب" التي تغتال المحبِّين، ومع هذا يأتي المُحبّون ليُقبِّلوا "كف مَن يغتالهم"، وكأنَّ "نزار قبَّاني" قصد هذه "الكتيبة الصَّفراء" عندما قال:
هُمْ هذه الكفُّ التي تغتالُنا
ونُقبِّلُ الكفَّ التي تَغتالُ !
يا إلهي.. كيف أَصْبَحَتْ هذه الكتيبة تحتل أوقاتنا؛ وتستولي على اهتمامنا؟!، لدرجة أنَّها صارت مصدر مِن مصادر فرحنا؛ نحن البُسطاء الذين لم يحلم بمنحة أرض، أو شرهة مِن وجيه، أو قرض مِن بنك، وإنَّما كُلّ حلمنا أن نتمتّع بمشاهدة "الكتيبة الصَّفراء"؛ التي أدهشتنا بقدر ما أتعبتنا، وأفرحتنا بقدر ما أتعستنا!
حسناً.. ماذا بقي..؟!
بقي القول.. مَن المسؤول عن خسارة "الكتيبة الصَّفراء"؟!.. الجواب: لا أحد، فالكُلّ فعل كُلّ ما؟يبة الصفراء.؟ وأفرحتنا بقدر ما أتعستناشرهة من وجيه، أو قرض من بنك، وإنما كل حلمنا أن يتمتع بمشاه وسعه، وبذل جهده، لذا لن أقول إلَّا أنَّ البطولة ما هي إلا "محبوبة واعدت حبيبها"، ولكن "هكذا هي عادة المحبوبات"؛ يعدنَّ ولكن إخلاف الوعد أقرب إليهنَّ مِن الوفاء به!
أمَّا نحن البُسطاء الذين نُحبّ هذه "الكتيبة الصَّفراء"، فلن نقول إلَّا "مسكين مَن ليس له اتّحاد"، ومسكين أكثر مَن لا يُحب الاتّحاد؛ ذلكم الفريق الذي يصنع الأمجاد ويُقارع الأنداد!.

أحمد عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!