بِاللَعِبِ
والأرْقَامِ.. الاتّحَادُ أَمِيرُ المَيدَانِ ..!
فَاز
الاتّحاد "نَادِي الوَطَن" -كَمَا هِي تَسمِية وَالدنا العَزيز المَلِك
عَبدالله بن عَبدالعزيز- ليُثبت بِذَلك أنَّه العَميد الذي يُؤمِن باختِطَاف
الأولويات والأرقَام الصَّعبَة، حِين فَاز بأوّل بطُولة لدوري المُحترفين!!
فَاز
الاتّحاد لأنَّه يَمتلك هَذا الجُمهور الذي يَهدِرُ كالأمْوَاج، ويَزحَفُ كالأفواج،
ويَبرُزُ كالأبراج!!
فَاز
الاتحاد لأنَّ لَديه مِن الرِّجَال مَا يَفتخر بِهم، فمِن عِضو مُؤثِّر إلى عِضو فَاعِل،
ومِن عِضو دَاعِم إلى رَئيس عَامِل!!
فَاز
الاتّحاد وبِأَغلى البطُولات، بَعد أن حَاول عِدَّة مَرَّات أن يَصل إلى مَنصَّات
التَّتويج، لكن الأقدار وَقَفَت دُون طمُوحه، مُخبِّئة لَه الذَّهب فِي أغلى بطُولة،
وكَأنَّما لِسَانها يَقول أنت للذَّهب فَقط!!
فَعَلَها
الاتّحاد ليُثبت أنَّه المَارِد الأصفَر الذي يُحيِّر المُتوقّعين.. ويُجنِّن المُحلّلين..
إنَّه الاتّحاد هَكذا يَظل شَامخاً، مَسكُوناً بحُب الدَّهشَة والإدهَاش!!
فَاز
الاتّحاد ليُثبت كَم هِي المَسَافَة بين أندية الصَّحافة والإعلام، وأندية التَّفوّق
والإنجَاز، التي لا تُؤمِن إلا بلُغة الأرقَام!!
فَاز
الاتّحاد واستمرَّت الأفرَاح، لتَتَحوَّل جُدَّة -بضم الجيم- إلى مَدينة صَفراء تَسر
النَّاظرين.. والجَميل فِي فَوز هَذا العَام أنَّه مُستحق، آمن بِه وصَدَّق عليه
الأعدَاء قَبل الأصدقَاء، والخصُوم قَبل الأحبَاب، فهو فَوز لا يَستحقّه إلَّا مَن
كَان يُؤمِن بسِبَاق المَسَافَات الطَّويلَة التي تَمتد لاثنين وعشرين مِضْمَاراً!!
فَاز
الاتّحاد وبفَارِق خَمس نِقاط عَن الفَريق الذي يَليه، حَتى يَبتعد عَن مَنطقة
الحظُوظ أو مِسَاحة الصُّدَف أو مُجَامَلات الحُكَّام التي تنتهك عَلى الطَّريقة
الأسبانيّة!!
فَاز
الاتّحاد ببطولة دَوري المُحترفين، وَلَعِب كَامِل الدَّوري ولَم يُهزم إلَّا مَرَّة
وَاحدة.. فَاز.. وبعَدَد ضَخم مِن الأهدَاف بحيث لَو قَسَّمنَا مَجموع مَا أحرزه
لاعبوه عَلى حَاصِل المُباريات، لكَان نَصيب كُل مُباراة ثَلاثة أهدَاف تَقريباً..
وهَذَا رَقم صَعب عِند مَن يَفهمون لُغة الأرقَام!!
فَاز
الاتّحاد كَمَا كَتَب الكَاتِب سَالِم الشّهري؛ مُشبِّهاً الاتّحاد فِي ليلته تِلك،
بقَصيدة أبوالعتاهية التي يَقول فيها قَاصداً الاتّحاد:
أَتَتهُ
البطُولَة مُنقادةً
إِليهِ
تُجَرْجِر أَذيَالهَا
وَلَم
تَكُ تَصْلُح إلَّا لَه
وَلَم
يَكُ يَصْلُح إلَّا لَهَا
*
فِي النَّهاية مَاذا بَقي..؟!
بَقي
أن نَقول لكُلِّ المُحبِّين: ألف مُبارك وليس مَبروك -فكَلِمَة مَبروك لا تُقال إلَّا
للجَمَل الذي يَقع عَلى الأرض- نَقول لهم مُبارك.. مُتمنِّين أن يَفرحوا بهَذا
الانتصار، ويُشعلون شمُوع السَّعَادَة، وألا يَنشغلوا في مُحاولة الغَمز واللمز فِي
الفِرَق الأُخرَى، عَلى طَريقة "ارحَمُوا عَزيز قَومٍ ذَل"، فالأنْدِية
كُلّها أندية الوَطَن، ولَولا وجُودها لَمَا نَجَح الاتّحاد، وَلَمَا جَمَع مِن
النّقاط مَا تَيسَّر لَه أن يَجمعها!!
كُل
الأمَانِي والرَّجَاءَات، ألَّا يَنشغل الاتَحاد ورِجَالَاته بفَرَحِهِم؛ عَن النَّظر
للمُستقبل الذي يَنتظرهم، مِن خِلال بطُولة كَأس المَلِك، فهُم قَد حَجزوا البطُولة
حِين حَقَّقوا دوري المُحترفين، ولكن كُل حَجز يَحتاج إلى تَأكيد، ومَا الحصول عَلى
بطُولة كَأس المَلِك إلَّا تَأكيدا لهَذَا الحَجز.. كمَا هِي لُغة الخطُوط السّعوديّة!!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق