جُدَّة وتصفية
الحسابات وقت الشِّدَّة ..!
بالأمس
القريب أتينا على ذِكر قول شاعر فصيح يقول:
جَزَى
الله الشَّدَائِد كُلّ خيرٍ
أَبَانَت
لي عَدوّي مِن صَديقي!
مِن
هذا المنطلق، أَدْخُل على فكرة اليوم القائلة: لماذا نتحيّن الكوارث، ونرصد الفرص
الصَّعبة، واللحظات الحرجة، لنُصفِّي فيها الحسابات، ونوجّه اللطمات، ونتمادى في إرسال
"الرَّفسَات"..؟!
لماذا
أصبحنا -هكذا- مملوئين بالغيظ المكبوت، الذي يَعتمل في الصَّدور، ويغلي كالقدور،
حتى إذا جاءت "ساعة البلاء"؛ انفجر كالقيح المديد، أو الفاسد مِن الصَّديد!
لماذا
نجعل "الشَّدائِد" هي فرصة التَّعرُّف على الوجوه الصَّادقة، وتلك التي
لا تَعرف إلَّا الخيانات الماحقة؟!
لماذا
يتفرَّغ بعض الكُتَّاب –الآن- إلى تصفية حساباته مع بعض الجهات؟، ليُثبت بذلك أنَّه
"لئيم"؛ حين يُوجّه سكيناً لجَمَل؛ سَقَط مِن كثرة غَرز السَّكاكين فيه..؟!
لماذا
يظهر هذا الكَاتِب مادحاً تلك الجهة، وفي نفس الوقت يظهر زميله -المُختلف عنه في
المصلحة- "ذامًّا" لنفس الجهة..؟!
لماذا
شاهدنا "الكَاتِب" نفسه يمدح جهة معيّنة، وبعد يومين أو ثلاثة؛ رجع وشتم
نفس الجهة، حين عَرف أنَّ رياحه لم تجرِ على مزاج سفن الواقع؟!
حقاً..
لقد أصبحنا مثل "أهل العراق" حين غزاها التَّتار، فدخلوها بسهولة، لأنَّ
أهلها كانوا يتجادلون؛ فيمن ظَهَر أولاً "الدَّجاجة أم البيضة"..؟!
إن
جُدَّة –حماها الله هي وسائر مُدن العَالَم- ترقص ألماً وتعباً وصراخاً، ومازال
هناك مَن يرقص على جراحها، ويتَّخذ هذه الفرصة "المظلمة" ليصطاد فيها، مِن
خلال "تسديد حسابات قديمة" مع هذا المسؤول أو ذاك..؟ لماذا.. لماذا........؟!
حسناً..
أو لِنَقُل "تعباً وألماً".. ماذا بقي..؟!
بقي
القول: إنَّ المُدن العظيمة –وجُدَّة أولها- لم ولن يقف في طريقها شيء، وستعود
عروساً تسرّ النَّاظرين، وتُقهر الشَّامتين، نعم ستعود جُدَّة، تلك المدينة التي
كانت حلم الشَّاعر "حمزة شحاتة"، جُدَّة شارع قابل، جُدَّة الكندرة،
وغليل والسَّبيل، جُدَّة نادي الاتحاد والأهلي، جُدَّة الفنون والجنون، وسود
العيون.. جُدَّة جريدة المدينة وعكاظ والبلاد، جُدَّة التي أحببناها على البُعد
والقُرب، وفي العُسر واليُسر، وعشقناها في السَّرَّاء والضَّرَّاء.. هذه جُدَّة وليخسأ
الخاسئون.. هذه جُدَّة وكفى.. ومسكين مَن ليس له مدينة كجُدَّة، أُم كُلّ الرَّخَاء
وبعض الشِّدَّة!
وأخيراً
التَّحيّة لجُدَّة –بضم الجيم– التي ضممناها في قلوبنا؛ قبل أن نضمّها بحروفنا!.
أحمد
عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق