الخميس، 5 ديسمبر 2019

الإشارة بالسبّابة إلى طقوس الكتابة!


الحبر الأصفر
الإشارة بالسبّابة إلى طقوس الكتابة!

أَصبَحَت الكِتَابة أَهَم عُنصر مِن عَنَاصِر التَّواصُل، نَظراً لدخُولِهَا في وسَائل التَّواصُل الاجتمَاعي، مِن "فيسبوك وتويتر، وواتس آب ونحوه".. ولأنَّ مُفردة الكِتَابة بَدَأَت بالتَّصاعُد، فدَعونا نَطلُّ بَين فَترةٍ وأُخرَى عَلى عَادَات الكُتَّاب وطَرائِقهم في الكِتَابَة..!
وإذَا أَردنَا أَنْ نَبدَأ، فلَيس أَمَامنا إلَّا عِملَاق الكِتَابة العَربيَّة، وأَعنِي بِهِ "عبّاس محمود العقّاد"، حَيث يَقول عَن نَفسهِ في كِتَابه "أنَا": (أَمَّا طَريقتي في الكِتَابَة، فإنِّي أَبدَأ المَقَال وفي ذِهني جَميع أصُوله و"نُقَطه" مُرتَّبة عَلى الجُملَة، حَسَب التَّسَلْسُل المَنطقي، ولَكنِّي إذَا مَضيتُ في الكِتَابَة عَرضتُ لِي حَاشية مِن هُنَا، أَو لَمحَة مِن هُنَاك، تَطرَأُ في عَرضِ الكَلَام، ولَا تُغيِّر شَيئاً مِن جَوهر المَقَال، إلَّا أَن تُزيده جَلَاءً فِي بَعض الأحيَان، أَو تُضيف إليهِ عُنصر الفُكَاهَة والتَّبسيط)..!
ومِن حَيثُ اختيَار الأَمَاكن المُنَاسبة للكِتَابة، يَقول شَيخنا "العقّاد": (أكتُب في كُلِّ مَكان خَلَا مِن الضَّوضَاء، أَمَّا إذَا لَم تُقيّدني الضَّرورَة بمَكانٍ مُعيّن، فأكثَر مَا أَكتُب، وأنَا مُضطجع عَلى الفرَاش، وثَلاثة أربَاع مَقَالاتي السِّيَاسيَّة كُتِبَت كَذلك، هَذا في النَّثر، أَمَّا الشِّعر، فيَغلُب أَنْ أُنظمه وأَنَا أَتمشَّى، أَو أَسير في الخَلَاء)..!
أمَّا عَن المنبّهات واستخدَامها، فيَقول مَولانا "العقّاد" عَن نَفسه في ذَات الكِتَاب: (وأُفضِّل الكِتَابة مُنفرداً، لَا يُحيط بِي أَحَد، ولَم أَكتُب قَط في الأَدَب، خَاصَّة ومَعي آخَر في الحُجرَة، إلَّا أَنْ أُملي عَليه مَا أَقول، وهو جد نَادر، ولَم أَتعوَّد أَنْ أَستعين بشَيءٍ مِن المنبّهات، التي يَألفها بَعض الكُتَّاب أثنَاء العَمَل، كالتَّدخين وشُرب القهوَة ومَا إليهَا، حَتَّى أيَّام كُنتُ أُدخِّن، بَل لقَد كُنتُ يَومئذٍ أَترُك التَّدخين حِين أَشرَعُ فِي الكِتَابة)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ أَقول: تَدبَّروا كَلام شَيخنا "العقَّاد"، فهو لَم يُعقِّد الأمُور، بَل بَسَّطهَا تَبسيطاً يَفهمه البُسطَاء، قَبْل الشُّعرَاء والأُدبَاء..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!