الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

جِدَّة أمُّ القَصائِد والحِدَّة ..!


جِدَّة أمُّ القَصائِد والحِدَّة ..!

قَبل أكثَر مِن عَشر سَنوات استغفرتُ وتُبتُ إلى الله مِن كِتَابة الشِّعر، بَعد أن تَورَّطتُ وارتكبتُ جَريمة التَّحرُّش به، والاعتداء عَلى مُقدَّساته اللفظيّة، والعروضيّة، والتَّطريبيّة..!
لقد تُبتُ تَوبةً نَصوحة، وحَسُنَت تَوبتي، ولم أرتكب أي مُخالفة شعريّة، أو أتجنَّى عَلى كِتابة قَصيدة، ولكن حين انهمرت أمطَار جِدَّة، تَلعثم لِساني، فأردتُ أن أكتب مَقالة، فخَرجت قَصيدة، حَاولتُ أن أردّها، فتَداخل الشِّعر فِيها بالنَّثر، ولا عَجب إن تَبعثرت القَصيدة في المَقالة، وأصبح عَاليها سَافلها، طَالما أنَّ جِدَّة –بالكسر لا بالضم- تَبعثرت أيضاً، هَذه هي القَصيدة وأنتم أهل المَشورة السَّديدة، والحِكمة الرَّشيدة..!

صَبَاحُ الشَّرِّ يَا جِدَّهْ!
صَبَاحٌ عَالِقٌ بِالمَوْتِ
عَايَشْنَاهُ مِنْ مُدَّهْ!
صَبَاحُ المَاءِ وَالأَمْطَارِ
وَالأَهْوَالِِ وَالأَضْرَارِ
وَالشِِّدَّهْ!
****
صَبَاحُ الرَّجْفَةِ الزَّرْقَاء
حِينَ أَصَابَتْ الحَمْرَا
صَباحُ المَاءِ مُحتدًّا
فَحوّلنا إلى أشياءِ مُحتدَّة
****
صَبَاحُ البُؤْسِ وَالغَرْقَى
فَهَذَا يَشْتَكِي غَرَقاً
وَذَاكَ يَصِيحُ مِنْ مَطَرٍ
تَجَاوَزَ فِي الأَذَى حَدَّهْ!
****
صَبَاحُ الغَوْصِ يَا سَيَّارَتِي الغَرْقَى
فَهَلْ أَشْكو لَكِ المَسْؤُولَ
أَمْ أَشْكو لَكِ العِدَّهْ؟!
****
صَبَاحُ المَاءِ إذ يَطْفُو
وفَوق رُؤوسِنَا يَحبُو
وَلَمْ يَرْدَعْهُ مَسْؤُولٌ
فكَسَّرَ فِي المَدَى سَدَّهْ!!!
****
صَبَاحُ الزَّحْمَةِ الفَوْضَى
فَلاَ تَنْظِيمَ يَحْرُسُهَا وَيَرْدَعُهَا
وَكُلُّ دُرُوبِ أَهْلِ البَحْرِ مُحْتَدَّهْ
صَبَاحٌ كَارِثِيُّ اللَّوْنِ والعُقبَى
يُعِيدُ الرُّوحَ مُنْهَدَّهْ!
****
صَبَاحُ المَوْعِدِ السَّنَوِي
مَعَ الأَمْطَارِ وَالغَرْقَى
وَالأَعْصَابُ مُشْتَدَّهْ!
صَبَاحُ الشَّارِعِ المُضْنَى
فَلاَ صَرْفٌ وَلاَ نَحْوٌ
وَلاَ تَصْرِيفُ يُنْقِذُنَا
ولا وادٍ يَضمُ الغَيثَ مرْتَاحاً ليَخْدِمنَا
لِذَا صِرْنَا بِجِدَّتِنَا
نَرَى الطُّرُقَاتِ مُنْسَدَّهْ!!!
****
صَبَاحُ الغَصَّةِ الثَّكْلَى
وَجِدَّهْ لَمْ تَعُدْ جِدَّهْ
ولَكن صَارت امرأة مُعذبةً مُهلهلةً
مُرَمَّلَةٍ مُزَحْلَقَةٍ ولَمْ تَخْرُجْ مِنَ العِدَّهْ!!!
****
نَعَمْ يَا قَومِي ذِي جِدَّة
خسَاره!! لَم تَعُد جِدَّة
وَكُلُّ تَطَوُّرٍ فِيهَا يعودَ يَجُرُّ خَيْبَاتٍ
تُشَابِهُ هَجْمَةً عَجْلَى
تُسَمَّى فِي فُنُونِ اللَّعِبِ مُرْتَدَّهْ!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!