الحبر الأصفر
جدة أمانة لا تحتمل الاستهانة
لَيس
مِن عَادتي الانخرَاط في قضَايا الشَّأن الاجتمَاعي، لأنَّها كَثيرة وشَائِكة، ولَهَا
أهلها مِن الكُتّاب المُقتدرين، ولَكن إذَا عَثرتُ عَلى تَصريحٍ غَريب، يَمسّ حيَاة
النَّاس، ولَم يَتعرّض لَه أَحَد مِن الزُّملَاء الكُتّاب، ألتَقط هَذا التَّصريح،
وأتنَاوله ولَو بشَكلٍ سَريع، وهَذا مَا حَصَل مَعي في هَذه الكِتَابَة..!
قَبل
أيَّام قَرأتُ في صَحيفة عُكَاظ التَّصريح التَّالي: (حَذَّر صَاحب السّمو الأمير "عبدالله
بن سعود بن محمد"؛ رَئيس اللَّجنَة السياحيّة بالغُرْفَة التُّجارية الصِّناعيّة
بجُدَّة، أمَانة جُدَّة ممَّا أسمَاه: إجرَاءَاتها العَشوَائيّة التي تُهدِّد
الاستثمَار في قِطَاع المَطَاعم، في مَدينة سياحيّة بالدَّرجَةِ الأُولَى، مُطالباً
بضَرورة إحَالة مَسؤوليها إلَى هيئة التَّحقيق والادّعاء العَام؛ لارتكَابهم جَرائم
جِنَائية، ومُخَالَفَة الأنظِمَة.
وقَال سموّه: إنَّ إغلَاق المَطَاعم والمُنشآت الغِذَائيّة بصُورة عَشوائيّة، يَنمُّ
عَن تَعسُّف وَاضح، دَاعياً الأمَانَة إلَى ضَرورة مُرَاجعة مَوقفها، وتَطبيق صَحيح
للإجرَاءَات؛ المُتمثِّلة في التَّدرُّج في العقُوبة، وأشَار إلَى أنَّ الأمَانَة
خَالفت لَائحة الغَرَامَات رَقم 218، حَيثُ لَم تَنص أي مَادة عَلى الإغلَاق للمَرَّةِ
الأُولَى أو الثَّانية، والعقُوبة التَّبعيّة هي مُضَاعفة الغَرَامَة، مُشيراً إلَى
أنَّ الأمَانَة بذَلك تَكون قَد ارتكبَت جَريمة "سُوء الاستعمَال الإدَاري")..!
ونَظراً
لأنَّ التَّصريح مَليء بالاتّهَامَات القَويّة؛ اتَّصلتُ بصَاحبه، وهو الصَّديق
الأمير "عبدالله"، لأتأكّد مِن صِحّته، فقَال: "هَذا كَلامٌ صَحيح،
وهُنَاك حَملَة لتَشويه سُمعة مَدينة جُـدّة"..!
أكثَر
مِن ذَلك: أرسَل إليَّ "الأمير" صُورة خِطَاب -أحتَفظ بنُسخَة مِنه- رَفَعَه
إلَى سمو أمير المَنطقة يَقول فِيهِ: بأنَّ الأمَانة -مَع الأسَف- حِين أَطْلَقَت
أَيدي المُرَاقبين لفِعل مَا يَشاءون، سَاهمت في (انتشَار جريمة الرّشوة بكَثرة، حَيثُ
لَجَأ عَدد مِن المُستثمرين للرّضُوخ لطَلبَات ضِعَاف النّفوس؛ مِن مُراقبي البَلديّات،
إمَّا الدَّفع أو الإقفَال التَّعسُّفي والتَّشهير)..!
حَسناً..
مَاذا بَقي؟!
بَقي
أنْ أُذكِّر بأنَّنا بحَاجة سَريعة إلَى إصلَاح ذَات البين، بحَيثُ يَجلس مَنسوبو
الأمَانة؛ مَع مَنسوبي الاستثمَار والسياحَة عَلى طَاولة وَاحِدة، برعَاية سمو أَمير
المَنطقة، للنِّقَاش ووَضع النِّقَاط عَلى الحرُوف، لِمَا فِيهِ مَصلحة جُـدَّة
التي نُحبّها جَميعاً..!!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق