الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

مِن أجل الاتّحاد.. أخون "أهلي" وليَغضب الحُسّاد!


مِن أجل الاتّحاد.. أخون "أهلي" وليَغضب الحُسّاد!

نَشرتُ قَبل أيَّام مَقالاً بعنوَان: (وضُوح السّطور في وجُوب رَحيل "محمد نور")، أُطالب فيهِ الكَابتن المُتألِّق دَائماً "محمد نور" بتَرك الاتّحاد والرَّحيل عَنه، وكُنتُ أعلَم أنَّني بهَذا المَقال أدخلتُ يَدي في جُحر الدَّبابير الاتّحادية، وتَوقعتُ الهجُوم أرضاً وجوًّا وبرًّا، ولَكن عِندَما تَكرَّم المُذيع الوَاثِق والصَّديق الرِّائِق "بتال القوس"؛ وأعَاد نَشر رَابط المَقال في مَوقع التَّواصل الاجتمَاعي "تويتر"، فَتَح عَليَّ أبوَاب جهنّم، وأخَذَتْ الجَماهير الاتّحادية تَنال منِّي مِن كُلِّ جَانب، وكَما يَقول إخوَاننا المَصريين "اللي ما يشتري يتفرج"، هَذا الهجُوم طَال التَّشكيك في اتّحاديّتي وانتسَابي للاتّحاد، رَغم أنَّني أُكرِّر دَائماً أنِّي لا أُدافع إلَّا عَن أُمي -حفظها الله- والاتّحاد، فلَيس لَهما إلَّا أنَا، هَذا الهجُوم الكَاسِح جَعَل الصَّديق "أحمد عدنان" يُحاول الدِّفاع عنِّي، ولَكنّه في الأخير عَجَز فانقَلَب عَليَّ، كَما أنَّ هَذا الهجُوم جَعَل الشّيخ المُثمر والخَطيب البَارع "رائد السمهوري" يَقول: (يَا قَوم.. لا تُؤذوني بخَليلي "أحمد العرفج")، كَما حَاول عَددٌ كَبير مِن الأصدقَاء تَعديل الوَضع وفَك الاشتبَاك، لَكن كُلّ الجهُود بَاءت بالفَشَل، ليَصل القَارئ إلى نَتيجة مَفادها: بأنَّني لَستُ مِن قَبيلة الاتّحاديين، هَذا الاتّهام أجبَرني –الآن- أن أبُوح بسرٍّ كَتمته في صَدري لأكثَر مِن ثَلاثين سَنة، وإليكم الحكَاية:
في عَام 1400هـ عَلى مَا أذكر، تَقابل الاتّحاد والأهلي عَلى النَّهائي، وفَاز الأهلي بأربعةِ أهدَاف نَظيفة، الأمر الذي كَسَر خَاطري، وأنا في الصّف السَّادس الابتدائي آنذَاك.. وفي تِلك السَّنة اتّهم النقَّاد وأهل التَّحليل الرّياضي حَارس الاتّحاد -عَلى مَا أذكُر أنَّه "الشهري"- بالتَّقاعس وعَدم التَّركيز، الأمر الذي جَعل مَرماه يَستقبل أربَعة أهدَاف نَظيفة..!
هَذه الهَزيمة ألقَت بظلالها عَلى نَفسي وإحسَاسي وشعُوري، لذلك أصدَرتُ بَعد ذَلك بسَنة مَرسوماً عَرفجيًّا مَفاده: أنَّني يَجب أن ألتحق بالنَادي الأهلي كحَارس مَرمى، حتَّى إذَا لَعِبَ الاتّحاد مَع الأهلي أُسهّل أمر دخُول الكُرَة إلى المَرمَى، وأتظَاهر بالحَمَاس لصدّها، وربُّك يَعلم أنَّني سأخُون مَرمَى الأهلي، كَما قَال الشَّاعر "محمد الماغوط" في كِتَابه "سأخون وَطني"..!
بَعد القَرار، بَدأتُ في إجرَاءات التَّنفيذ، وكُنتُ أسكن حينها في كيلو 2 بجوَار مَطبعة جريدة عُكاظ، فذَهبتُ إلى النَّادي الذي يَقع في الكَندَرة، وكَان ذَلك في عَام 1401هـ، وحتَّى لا يُشكِّك المُشكِّكون كَما هي عَادتهم، فإنَّ صورة خِطَاب هَذه الوَاقعة مَوجودة في مَوقعي الإلكتروني كوَثيقة رَسميّة لتَأكيد مَا جَرَى..!
تَقدمّتُ إلى النَّادي، ووضعُوني تَحت الفَحص، كُنَّا نَتدَّرب بجوَار الكِبار، وعَلى مَا أتذكَّر أنَّ مُدرِّب الأهلي كَان "تيلي سانتانا"، وكَان الأهلي مُرصّعاً آنذَاك بالنّجوم، مِن أمثَال "أمين دابو وإدريس آدم، ووحيد جوهر ومعتمد خوجلي، وأحمد صغير وإبراهيم مريكي -رَحمهما الله-"..!
كُنتُ أتدرَّب مَع الأشبَال كحَارس مَرمَى، ومَضَى أسبوعَان وأنَا أتدرَّب، وكَانت الأهدَاف التي تَلج مَرمَاي أكثَر مِن تِلك التي أتصدَّى لَها، فمَا كَان مِن المُدرِّب إلَّا أن وَضعني في خَانة أُخرى، لعلّه يَكتشف فيَّ لاعباً مَوهوباً، جَرَّبني كحَارس فلَم أنفَع، وجرَّبني كدفَاع ولَم أُفلح، وحَاول مَعي كمحوَر ولم أنجَح، وأخيراً قَرَّر أن يَجعلني أُحضر الكُرَة إذَا ذَهبَت بَعيداً، أو آتي بها إذَا تَجاوزت الأسوَار، ومَع ذَلك لَم أُفلح؛ لأنَّ وَزني وحَجم جَسدي لَم يُساعدَاني في إحضَار الكُرَة بسُرعة..!
وبَعد شَهر اعتذر منِّي المُدرّب وقَال: أرجو أن لا تَحضر مَرَّة أُخرى للنَّادي، لأنَّك لا تُساوي تَكلفة البَاص الذي يَتقصّد المرور بك، وعِندَما رَأى أنَّ خَاطري قَد انكسَر، جَبره بكَلِمَة لأنَّني يَتيم قَائلاً: يا بُني لَعلَّ مُستقبلك في الدّراسة أفضَل..!
ولَم يَكن مُستوايَ في الدّراسة أفضَل مِن مُستوايَ في كُرَة القَدَم، فلا أنَا الذي حَقَّقتُ مَراتب مُتقدّمة دراسيًّا، ولا عَضّت الأندية المَحليّة والعَالميّة أصَابع النَّدم عَلى التَّفريط بمَوهبتي، لألوذ في نَهاية المَطَاف بمَلعب الكَلِمَات مِن شعرٍ ونَثر، وهو الميدان الذي تَستطيع أن تَقول فيهِ كُلّ شَيء، دُون أن تَقول شَيئاً مُحدَّداً..!
وحِين زُرتُ صَديقي اللدود الأستاذ "فهد الشريف" -الذي حَفظه الله لَنا مِن حَادث مروري خَطير- حَاولتُ أن أسرّي عَنه، فذَكرتُ لَه قصّة مُحاولتي للاندسَاس في فَريقه الأهلي، بغَرض الخيانَة والتَّآمر عَليه لمَصلحة الاتّحاد، فقَال عَلى الفَور: يا رَجُل، "أتاريك نَذل مِن زَمان".. ثُمَّ ذَكر لِي نُزراً مِن ذكرياته، حِين كَان لاعباً في الأهلي في دَرجتي البرَاعم والأشبَال..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه أُولَى تَجاربي في الرّياضة، ومَتَى سَنحت الفُرصَة سأذكر شَيئاً مِن الذّكريات مَع نَادي الحَزم؛ في سبَاق الدّراجات والمُسابقات الثَّقافيّة ضَد نَادي الرَّائد، ومِن ثَمَّ تَأسيسي أنا ورفَاقي فريق "العَميد"، في حَارة النَّصر بالمَدينة المُنيرة، وهو الفَريق الذي مَرّت عَليه مَواهب مِن أمثَال: "حمزة إدريس ورضا تكر، وماجد تكر ومحمد السلاّل".. وغَيرهم، والله الهَادي إلى سَواء السَّبيل..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!