الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

الاستمتاع باللحظات من أجمل الحكايات!


الحبر الأصفر
الاستمتاع باللحظات من أجمل الحكايات!

كَتَبْتُ أَكثَر مِن مَرَّة عَن طَاقة اللَّحظَة، ومَا فِي هَذه الطَّاقَة مِن قُوَّةٍ وزَخم، وعَطاءٍ وبَهَاءٍ، مُستَعيناً -بَعد الله- بطَائفةٍ عَطرة مِن الكُتب، مِن أَهمّها كِتَاب "طَاقة اللَّحظَة The Power Of Now"..!
مِن المَعروف أَنَّ الأَزمِنَة ثَلاثة: زَمن تَولّى ومَضَى، وهَذا أَصبَح كالأحلَام، وزَمن قَادِم؛ ولَا يَعْلَم مَا فِيهِ إلَّا عَلاّم الغيُوب، وزَمن حَاضر نَعيش فِيهِ، وهو الوَحيد الذي نَمتلكه.. كُلّ هَذه الفَلسفة صَاغهَا شَاعر عَربي قَديم حِين قَال:
مَا مَضَى قَد فَات والمُؤمّلُ غيبٌ
ولَكَ السَّاعَة التي أَنتَ فِيهَا!!
مِن هُنَا، دَعونَا نُطلق فَلسفة، أَو نَظريَّة، أَو هَاشتاقاً عَريضاً بعنوَان: #ولَكَ_السَّاعَة_التي_أَنتَ_فِيهَا. يَقول عَن هَذه السَّاعَة، الأُستَاذ الدّكتور "ريتشارد كارلسون"، صَاحب كِتَاب "لَا تَهتمّ بصَغائر الأمُور، فكُل الأمُورِ صَغَائر" -وهو الكِتَاب الذي يُعتبر مِن أَكثَر الكُتب مَبيعاً فِي العَالَم، مِن تَرجمة مَكتبة جَرير- يَقول: (تَتوقَّف دَرجة السَّكينَة التي تُغلِّف قلُوبنا، عَلى مَدى قُدرتنَا عَلى العَيش فِي الوَقت الحَاضِر، وبصَرف النَّظَر عَمَّا حَدَث فِي العَام المَاضِي، أَو بالأَمس، ومَا قَد يَحدث أَو لَا يَحدث فِي الغَد، فإنَّ الوَقت الحَاضر هو الزَّمن الذي تَعيش فِيهِ فِعلاً)..!
أَكثَر مِن ذَلك، لَاحظتُ أَنَّ أَغلب النَّاس يُؤجِّل الفَرَح، ويَربطه بأشيَاء، وبذَلك يَهمل قوّة اللَّحظَة، ولذّة الزَّمن الحَاضر، فهو يَعيش زَمن الهَمِّ والغَمّ، ويُؤجِّل الفَرح  حَتَّى التَّخرُّج، ويُكابد مُعَانَاة وتَعب "العزُوبية" قَائِلاً: "غَداً سأَتزوَّج، وأَشعُر بالسَّعَادَة"، ويُضيّع سِنين مِن عُمره، إذَا كَان يَسكن فِي بَيتٍ بالإيجَار قَائِلاً: "لَن أَشعُر بالرِّضَا والسَّعَادَة؛ حَتَّى أَسكُن فِي بَيتٍ أَمتَلكه".. وهَكَذا يَتم تَأجيل السَّعَادَة مِن وَقتٍ إلَى وَقت، ومِن مُنَاسبةٍ إلَى مُنَاسبة، ومِن فَترةٍ إلَى فَترة، حَتَّى يَذهب العُمر، في انتظَار أمُور قَد تَتحقَّق، وقَد لَا تَتحقَّق..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا قَوم، عَاهدوا أَنفسكم وعَاهدوني، أَنَّكم مِن بَعد هَذا المَقَال، ستَبدَأون مَراسم الفَرح مِن هَذه اللَّحظَة، وتَرسموا أَحلَامكم قَبل تَحقيقها، فإذَا تَحقَّقت زَادَت الفَرحة، وإذَا لَم تَتحقَّق، فالحَمدُ لله أَنَّكم كُنتم سُعدَاء أَثنَاء انتظَارهَا، ولَعلَّ هَذا المَقَال يَكون بِدَاية تَاريخ الفَرَح..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!