خصوصياتنا
تنبع من ذواتنا ..!
لكُلِّ
مُجتمع خصُوصيّته وخَصائصه، وكُلّ مُنكر لذّلك إمَّا جَاحد أو مُكَابر، أو مُتغطرِس
أو عَبيط..!
خُذ
مَثلا: لَدينا مَجموعة كَبيرة مِن الخصوصيّات؛ التي لا تَتوفَّر في مُجتمعاتٍ أُخرى،
فنَحنُ لَدينا مَثلاً مُصطلح: "تَطبيق منحَة"، وهو مُصطلح لا تَكاد تَجده
في أي مَكانٍ آخَر في العَالَم، كَما لَدينا مُصطلح يُسمَّى: "شَهادة حيَاة"،
وهي شَهادة تَصدر مِن المحكمة؛ تُثبت أنَّ "أحمد العرفج" مَازَال عَلى قَيد
الحيَاة، ومَن يَتقدَّم إلى صَندوق التَّنمية العقَاري؛ يُطلب مِنه مِثل هَذه الشّهادة،
وهُنا يَجب ألَّا نُعاتب أو نَلوم الأنظِمَة، فلَها مُبرّراتها.. فمَثلاً لَو سَألتَ
أحد الموظّفين في صَندوق التَّنمية؛ عَن سَبَب طَلَب هَذه الشَّهادة، سيَقولون لَك:
إنَّ هُنَاك مَن تَقدَّم بطَلبِ قَرض لأخيه الذي مَات قَبل (10) سنوَات، ومِن هُنا
يَكون الطَّلب لشَهادة الحيَاة مَقبولاً ومُبرَّراً..!
ومِن
خصوصيّاتنا أيضاً، أنَّه إذَا ذَهَبَت امرَأة لكِتَابة العَدل؛ لعَمل وكَالة لشَخصٍ
مَا، يُطلب مِنها شَاهد أو شَاهدين، حَسَب الحَالَة، وكُلّ ذَلك حِرصاً عَلى الدقّة،
وسَلامة الإجرَاء وتَوخِّي الأمَانَة..!
ومِن
الغَريب أنَّني أُوصف دَائماً بأنَّني "غنيٌّ عَن التَّعريف"، ولَكن إذَا
ذَهَبتُ إلَى المرور لإنجَاز تَجديد رخصَة قيَادة، أو استمَارة سيّارة، يَطلبون منِّي
خِطَاب تَعريف..!
ومِن
خصوصيّاتنا -أيضاً- أنَّ المَرأة إذَا أرَادت أن تُسافر إلى الخَارج؛ أو تَأتي مِن
الخَارج، فلابد مِن وجود "مَحرَم"، اعتمَاداً عَلى قَول الفقهَاء بعَدَم
سَفر المَرأة مِن غَير مَحرم..!
ومِن
الخصوصيّات –أيضاً- أنَّه يُوجد مَا يُسمَّى بصَكِ الاغترَاب، وقَد حَصلتُ عَليه عِندَما
طَلَبْتُ سَكناً في جَامعة الإمَام بالقَصيم، حَيثُ قَال لِي مَنسوبو الجَامعة: إنَّ
أُسرتك مِن بريدة، فكَيف تَحصل عَلى سَكن..؟! فقُلتُ لَهم: إنَّ أهلي يَسكنون في
المَدينة المنوّرة، فقَالوا: في هَذه الحَالَة يَجب عَليك أن تَحصل عَلى صَك اغترَاب،
يُفيد أنَّك مُغترباً في بريدة، فذَهبتُ إلَى المَحكمة لاستخرَاج الصَّك؛ وقَد كَان
لَهم مَا أرَادوا، ومَازلتُ أحتَفظ بهِ حتَّى يَوم النَّاس هَذا..!
ومِن
خصوصيّات المُجتمع أيضاً؛ وجود السَّائقين والخَدَم بمِئَات الآلاف، وهَذا يَدلُّ
عَلى أنَّ المُجتمع كَسول واتِّكَالي إلَى دَرجة كَبيرة..!
ومِن
خصوصيّاتنا –أيضاً- أنَّ هُناك جَدلٌ كَبير حَول العبَاءَات، مِن حَيثُ كَونها عَباءَة
مخصّرة، وأُخرَى مزركشة، وثَالثة ملوّنة، كَما أنَّ طَريقة لبس العبَاءَة مَحل خِلاف
بَين النِّسَاء، فمِنهنَّ مَن يَضعها عَلى الكَتِف، ومِنهنَّ مَن يَرى ذَلك تَشبُّهاً
بالرِّجَال، بحُكم أنَّ الرَّجُل يَلبس (المشلح) عَلى كَتفه..!
حَسناً..
مَاذا بَقي؟!
بَقي
القَول: لَو أطلقتُ القَلَم لأُعدِّد خصوصيّات مُجتمعنا؛ لانتهَى الحِبر قَبل أن تَنتهي
الخصوصيّات، لذَلك هَذه نَماذج بَسيطة مِن خصوصيّاتنا رَصدتُها في عُجالة، وعَليكم
أن تَرصدوا مَا تَرون، فَلَكُم خصوصيّاتكم ولِي خصوصيّاتي.. وقَبل أن تُسجِّلوا
خصوصيّاتكم؛ يَجب التَّأكيد عَلى أنَّ الخصوصيّة هي "إبدَاعَات يَرسمها المُجتمع
لنَفسه"، ولا دَخل للأنظِمَة بذَلك، فخصوصيّاتنا تَنبع مِن ذَواتنا..!!!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
تويتر:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق