الحبر الأصفر
ضياع الأوقات في
الملذات والرغبات ..!
أَحيَاناً
يَجب عَليك أنْ تَكون صَادِقاً وصَريحاً مَع غَيرك، حتَّى لَو كَانَت الصّرَاحَة صَادِمَة،
والصِّدق مُوجِعاً..!
مِن
هُنَا سأَكُون صَادِقاً مَع القُرّاء، وأتعَامل مَعهم بشَيءٍ مِن القسوَة، مِثلَمَا
يَتعَامَلون مَعي بشَيءٍ مِن الخشُونَة..!
دَائماً
أَجد تَعليقاً يَتردّد في كُلِّ مَقال، يَقول هَذا التَّعليق: (والله ضَيّعت وَقتي
في قِرَاءة مَقالك؛ الذي لَم أَجد فِيهِ أي فَائدة)، لذَلك تَعالوا نُحلّل وَقت
القَارئ، ونَضعه عَلَى المِيزَان العَادِل، علَّه -بَعد تبيَان الحقيقَة- يَستغل
وَقته فِيمَا يَنفع ويُفيد..!
يُحَاسبني
القَارئ الكَريم عَلى ثَلاث أَو أَربَع دَقَائق –فَقط- إذَا كَان بَطيء القِرَاءَة،
يُحَاسبني عَلى هَذه الدَّقَائِق التي يُعاشر فِيهَا مَقالي، ويُصافحه فِيها، ويَنسَى
مِئَات -بَل آلاف- الدَّقَائِق التي يُضيّعها، مِن غَير استفَادة أو انتفَاع..!
وَقت
القَارئ –في الغَالِب- يَنحصر دَاخل مَلذّاته ورَغبَاته، أَو أعمَاله ووَاجِبَاته،
ولا لَوم عَليه حِين يُنفق الوَقت؛ عَلَى مَا هو وَاجب، ومَا هو عَمَل، ولَكن العَتَب
عَلَى القَارئ كَبير؛ حِين يَقضي وَقته فِيمَا لَا يَنفع، أو في إيذَاء الآخرين، ثُمَّ
يُحاسب اليَتيم "العرفج"؛ عَلى بِضع دَقَائِق يُنفقها؛ في قِرَاءة مَقاله..!
إنَّ
أَكثَر وَقت القَارئ يَضيع في التَّسكُّع في الشَّوَارِع، مِن غَير فَائدة، أو في
الجلُوس دَاخل المَقْهَى، لسَاعَاتٍ طَويلة، يَرتشف الشَّاي، ويَسحب نَفَس الشِّيشَة،
ويَحكُّ بأَصَابعه جميع أنحَاء جَسده، وإذَا تَعب إصبعه أَخرج مفتَاح السيّارة، ليُكمل
المُهمّة، دَاسًّا هَذا المفتَاح في أُذنه، ليُخرج بَقَايا الشّمع المُترَاكِم مُنذ
سَنَة..!
هَذا
مَا يَخصُّ القرّاء، أمَّا مَا يَخصُّ القَارِئات، فإنَّ أوقَاتهن مُوزّعة بَين
الغيبَة والنَّميمَة، ولِمَاذا فُلانة طُلّقت، وكَيف كَان زَوَاج عِلاّنة، ومَا
نوع الطَّعام الذي يُقدِّمه هَذا المَطعم أو ذَاك؟! وإذَا انتَهينَ مِن هَذا كُلّه،
بَدأنَ الحديث عَن الموضَات والمُوديلات، والجَديد مِن الفسَاتين والمَلبُوسَات..!
حَسناً..
مَاذا بَقي؟!
بَقي
القَول: لَيس مِن المُهم أنْ نَصل –القُرّاء وأَنَا- إلَى حَلّ، ولَكن مِن المُهم
أَنْ يَستفيد الإنسَان مِن أخطَائه، فأنَا أُلاحظ بَعض القُرّاء يَدخل كُلّ يَوم،
ويَقرأ، ويُردّد نَفس العبَارة.. ولمِثل هَذا القَارئ أقُول: لَيتَك تُوفّر وَقتك
لَك، طَالَمَا أنَّك لَم تَجد لَديَّ مَا يعجبك..!!!
أحمد عبدالرحمن
العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق