الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

أبعث تهنئتي من جُـدَّة إلى ترمب بأمريكا الجَـدَّة


الحبر الأصفر
أبعث تهنئتي من جُـدَّة إلى ترمب بأمريكا الجَـدَّة

مَن يُتابع الصُّحف، يَجد أَنَّ نَغمة دَعم الشَّبَاب تَتصَاعَد كُلّ يَوم، وتَلحُّ عَلى ضرُورة إعطَاء الشَّبَاب فُرصة، والاستدلَال بأنَّ أكثَر مِن 60% مِن الشَّعب السّعودي مِن فِئَات الشَّبَاب، وهَذه النَّغمَة –أَعني نَغمة دَعم الشَّبَاب- هي خُطوة في الطَّريق الصَّحيح، ولَكن المُلاحَظ أنَّها بَدَأَت تَأخذ جَانب التَّنظير؛ أكثَر مِن التَّطبيق، وتُطرح مِن بَاب المُتَاجَرَة وجَذْب الشَّبَاب، دُون أَنْ تَكون لَهَا لَمسَات عَلى أَرض الوَاقِع، حَتَّى بَلَغ الأَمر بشَيخنا "أبوسفيان العاصي" أَنْ يَقول: سُبحَان الله، النَّدوَات والمُلتقيَات والمُؤتمرَات؛ التي تُعزِّز عَمَل الشَّباب وتُنادي بِهِ؛ تَزدَاد، وكُلَّما ازدَادت زَادَت البَطَالة مَعهَا..!
لَا يَكفي أَنْ ندعم الشَّبَاب، بَل يَجب أَنْ يَكون هُنَاك خُطَّة يَقودها كِبَار السِّن، العَارفين بالأمُور، الذين طَبَخَتْهُم نَار التَّجَارُب، لأنَّ الشَّبَاب –في الغَالب- يُحبّون العَاجِلَة، ويَميلون إلَى التهوُّر والاندفَاع، والبَحث عَن فلَاشَات تَلْمَع بسُرعة، وهي أَيضاً سَريعة الانطفَاء..!
وحَتَّى يَكون الكَلَام عِلميًّا، إليكُم تَجربة أمريكَا؛ التي اختَارت مُنذ أيَّام رَئيساً في السَّبعين مِن عُمره، حَيثُ يَقول الخَبَر الذي نُشر في صَحيفة عُكَاظ: (يُظهر تَحليل بَيَانَات أَرقَام وتَواريخ مِيلاد الرُّؤسَاء الأَمريكيين، أَنَّ مُتوسِّط أعمَارهم عِند تَولِّيهم الحُكم؛ يَبلغ نَحو 56 عَاماً، في حِين يَبلغ لَدَى وفَاتهم نَحو 72 عَاماً. وتَنَاوب 45 رَئيساً عَلى حُكم الولَايَات المُتَّحِدَة الأَمريكيَّة؛ مُنذ نَحو 220 عَاماً، ويَبدو "ترمب" أَكبَر رَئيس أَمريكي عُمراً عِند تَولِّيه الحُكم، "70 عاماً"، يَليه الجمهُوري "رونالد ريجان"، "69 عاماً"؛ عِند تَولِّيه الرِّئَاسَة في 20 ينَاير 1981)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ نَقول: إنَّها رِسَالَة للعَالَم كُلّه؛ بأنَّ الشَّبَاب هُم العَامود الفَقري لكُلِّ الدّول، ولَكن زِمَام الأمُور و"الرَّأس" يَجب أَنْ تَبقَى عِند أَهل الحِكْمَة، وقَد جَرَّب أَهل أَمريكَا رُؤسَاء أَصغَر سِنًّا، مِثل "روزفلت وأوباما"، وجَرَّبوا الأكبَر سِنًّا، وهُمَا "ريجان"، والرَّئيس الجَديد "ترمب"، الأَمر الذي جَعَل الشَّعب الأَمريكي يَقتنع؛ أَنَّ أَمريكَا لَم تَعُد "مَاما أَمريكَا"، بَل "الجَـدَّة أَمريكَا" -بفَتح الجِيم، ولَيس ضَمَّها هَذه المَرَّة-..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!