الخميس، 5 ديسمبر 2019

أشهى الأطايب سيرة قلب ست الحبايب ..!


الحبر الأصفر
أشهى الأطايب سيرة قلب ست الحبايب ..!

حَنَانُ الأُمِّ عَطَاءٌ إلَهي، لا يُمكن تَحديد دَوائر عَرضه وأطوَاله.. وحتَّى لا أتوغَّل أكثَر في وَصف حَنَان الأُم، تِلك المَشَاعر الدَّافِئَة التي تُغدقها عَلى "ضَنَاهَا"، سأستَشهد بقصّة صَاغَها شِعرًا شَاعرنا الكَبير الأخطَل الصَّغير..!
ومُختَصر الحِكَاية أنَّ أحَد الخُبثاء أغرَى غُلَامًا بمَالٍ، قَائلًا لَه: اذبَح أُمّك، وهَات لِي قَلبها، فذَهَبَ الوَلد وأغمَد خَنجره في جَسَد أُمّه، واستَخرج قَلبها، ثُمَّ ذَهَبَ بِه يَركض إلَى صَاحب المَال، وفي الطَّريق تَعثّر الغُلَام، وسَقَط عَلى الأرض، حِينها نَطَقَ قَلب أُمّه، قَائلًا: سَلامتك يَا ابني! هَل أصَابك مِن ضَرر؟ حِينها لَم يَتمَالك الغُلَام نَفسه، وأخرَج الخنجر ليَقتل نَفسه؛ جَزاء الحَقَارة التي سَوّلت لَه قَتل أُمّه لقَاء حفنَة مِن المَال..!
وحِين هَمّ بقَتل نَفسه؛ صَرَخَ قَلب أُمّه قَائلًا: تَوقّف يَا وَلدي، لَا تَطعن فُؤَادي مَرّتين، مَرّة حِين قَتلتني، ومَرّة حِين قَتلتَ نَفسك.. وإليكُم القصّة شِعرًا لتَستمتعوا بهَا، ولتَتدبّروها جيِّدًا:
أَغْرَى امْرؤٌ يَوْمًا غُلاَمًا جَاهِلًا
بِنُقُودِهِ كَيْ مَا يَنَالَ بِهِ الوَطَرْ
قَالَ ائْتِنِي بِفُؤَادِ أُمِّكَ يَا فَتَى
وَلَكَ الجَوَاهِرُ وَالدَّرَاهِمُ وَالدُّرَرْ
فَمَضَى وَأَغْرَزَ خَنْجَرًا فِي صَدْرِهَا
وَالقَلْبُ أَخْرَجَهُ وَعَادَ عَلَى الأَثَرْ
لَكِنَّهُ مِنْ فَرْطِ سُرْعَتِهِ هَوَى
فَتَدَحْرَجَ القَلْبُ المُقَطَّعُ إِذْ عَثَرْ
نَادَاهُ قَلْبُ الأُمِّ وَهُوَ مُعَفَّرُ
وَلَدي حَبِيبِي هَلْ أَصَابَكَ مِنْ ضَرَرْ؟
فَكَأَنَّ هَذَا الصَّوْتَ رَغْم حنوه
غَضَبُ السَّمَاءِ عَلَى الغُلاَمِ قَدْ انْهَمَرْ
فَدَرَى فَظِيعَ جِنَايَةٍ لَمْ يَجْنِهَا
وَلَدٌ سِوَاهُ مُنْذُ تَارِيخِ البَشَرْ
فَارْتَدَّ نَحْوَ القَلْبِ يَغْسِلُهُ بِمَا
فَاضَتْ بِهِ عَيْنَاهُ مِنْ سَيْلِ العِبَرْ
وَيَقُولُ يَا قَلْبُ انْتَقِمْ مِنِّي وَلاَ تَغْفِرْ
فَإِنَّ جَرِيمَتِي لاَ تُغْتَفَرْ
فَاسْتَلَّ خِنْجَرَهُ لِيَطْعَنَ قَلْبَهُ
طَعْنًا فَيَبْقَى عِبْرَةً لِمَنِ اعْتَبَرْ
نَادَاهُ قَلْبُ الأُمِّ كُفَّ يَدًا
وَلاَ تَطْعَنْ فُؤَادِي مَرَّتَيْنِ عَلَى الأَثَرْ
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: اقرَأوا القصّة وتَدبّروها.. وطُوبَى لمَن اتّعظ بعقُوق غَيره..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!