الجمعة، 29 نوفمبر 2019

الثور أم المرأة ؟!

ناصية العرفج
الثور أم المرأة ؟!

يقول الأديب الروسي "أنطون تشيخوف"؛ في مسرحيته "الشقيقات الثلاث":
(كم هو جميل أن يكون المَرء عاملا، يصحو في الفجر؛ يُكسِّر الأحجار ليُعبِّد الطريق، أو يعمل مُدرِّسا يُعلِّم الأطفال، أو أن يكون راعيا، أو سائق قطار.. ليس هذا فقط، بل خيرٌ للمَرء أن يكون "ثورا" أو مُجرَّد "حصان" -لا يهم- طالما كان قادرا على العمل، خيرٌ من أن يكون "امرأة شابة"؛ تصحو في الثانية عشرة ظهرا، وتشرب قهوتها في الفراش، وتُنفق ساعتين في ارتداء ثيابها).
حَسنًا.. بعد هذا النص، سأتجاوز "النظرة الدونية" للحيوان، التي ألمح إليها الكاتب، لأدخُل في صُلب الموضوع، وهو "المرأة المُتْرَفَه".. تلك التي تستيقظ في منتصف النهار، ولا تشعر بقيمة اليوم.
في البداية يجب التأكيد على أن: هناك "طائفة كبيرة من النساء العاملات"، اللواتي يشعر الرِّجَال بالخجل عند المقارنة معهن، لأنهنَّ يَفْعَلْنَ أعمالاً لا يستطيع أن يفعلها أقوى الرِّجَال وأعتاهم.
إن النساء اللائي يستهدفهنَّ المقال، هُنَّ أولئك اللواتي سمّاهن الشاعر الجاهلي "امرؤ القيس": "نؤوم الضُّحَى"، أو تلك اللواتي تظهر عليهنَّ "عافية الخليج"، كما هي مفردة شاعرنا الجميل "حمد الثبيتي"، وهي المرأة "المربربة اللحيمة المكتنزة"، كما هي تعابير لغة "الضاد".
تصوّر تلك المرأة –وما أكثر أشباهها- التي تصحو في الواحدة ظهرا، بعد أن نامت وهي تبدو أمام نفسها: "أكل ومرعى وقلّة صنعه"، تستيقظ –فقط- لتشرب القهوة، ثم تأكل، ثم تذهب لدورة المياه.. وكل أعمالها لا تتجاوز إصدار الأوامر "للشغّالة"، -كما تُسمِّيها-، أو "مساعدة ربّة البيت"، كما هي التسمية الحقيقية واللائقة.
مثل هذه السيّدة كثير كثير، تبدو ضائعة بين عادتي "الأكل والنوم"، وبينهما عادات متعبة للرَّجُل، مثل "التسوّق والتسكّع، والتردُّد على المقاهي"، ومع كل هذه العادات؛ هناك عادات أصغر، مثل "الرغي في الجوّال"، و"الحديث عن اللاشيء"، و"الحش في النساء الأُخريات".. إلخ، ومتى عادت لمنزلها، فهي أكبر مُستهلك للجلوس وقضم الحلوى، وبيدها "الريموت كنترول" لتُقلِّب في سماء الفضائيات.
لقد أوصاني شيخنا "أبوسفيان العاصي" وصية ثمينة، حين قال: (يا بُني، المرأة كالطفل، إذا لم تشغلها أشغلتك، لهذا اجعلها مشغولة، عامِلَة ومُسْتَهْلَكَة، حتَّى لا تُصبح أنتَ شغلها، أو حتَّى يستبد بها الفراغ؛ فتأتي بالأعاجيب).
في نهاية الناصية أقول: إن الحرف ليحزن، والقلب ليسخن، حين نجد نساء بهذا الشكل، لا هَمّ لهنَّ إلا الأكل والشرب، حتى تتكوّر إحداهن لتُصبح "كومة لحم"، أو تتورَّم "عافية" من غير فائدة، فتكون مثل القطط تأكل كثيرا، وتعيش في "شحمٍ ولحم"، يأتيها رزقها رغدا من كل جزّار، فتأكل ولا تعمل، لتظهر -بعد سنين قليلة- قطط لا فائدة منها، عالة على نفسها وعلى مجتمعها.. لذلك تتحوّل حياتها السعيدة؛ إلى أغلالٍ وعُقَد أكيدة.
يا قوم، ويا معشر النساء.. تأكَّدوا أن الثور العامِل، والبقرة المنتجة، أفضل بكثير من "امرأة" تصحو بعد الظهر، وتشرب قهوتها، وتُلوِّث البيئة بمخرجاتها.

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!