الخميس، 28 نوفمبر 2019

مَدِيح واستِجدَاء لإرضَاء النِّسَاء ..!

مَدِيح واستِجدَاء لإرضَاء النِّسَاء ..!

دَعت إحدى الأخوَات المُغاضبات -عَبر موقع الجريدة- إلى حَملة مُقاطعة لمَقالاتي، بَعد نَشر مَقال "المَرأة البَقرة"، حيثُ حَرَّضت هذه السيّدة -التي تَرمز إلى نَفسها بـ"بنت الرَّجاجيل"- عَلى قَطع رزقي "الكِتَابي" -سامحها الله- بَعد أن اتَّهمتني زُوراً وبُهتاناً بالتَّحيُّز للرِّجَال، واشترطت هذه السيّدة -التي تَدعو إلى مُعاملتي كـ"مُنتج دانماركي"- أن أكتب مَقالاً يُنصف النِّساء، قَبل إعادة النَّظر في تَطبيع العلاقات!
فطَفقتُ أبحث في مَحفوظاتي، عَن مَزايا هذه المَخلوقة العَجيبة، كي أنال رِضَاها وأتجنَّب سَخطها، فحَاول الشّيطان أن يُراودني عَن نَفسي، لأستخرج ما يزيدها حَنقاً، لكن كيده لم يَصمد أمام خوفي مِن كيدها، إن لَم أُقدِّم نذور الطَّاعة، قبل أن تَحين السَّاعة!
وقد أنقذني الدَّكتور -المتمشيخ نسبياً- "طارق السويدان"، حين وَجدتُ في كِتابه "صناعة القَائد"، بَعض الصِّفات التي تَتفوّق بها المرأة؛ عَلى شقيقها الرَّجُل، وأوّلها "المُشاركة" التي تَدفعها إلى حُبّ الاستشارة، وخيرُ دَليل عَلى ذَلك مَا فَعَلَته "مَلكة سبأ"، حين استشارت قَومها -كما وَرد في القُرآن الكريم-: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأُ افْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهُدُونِ)!
أمَّا الصِّفة الثَّانية، فهي التَّعاطف الذي يُكسب المرأة الشّعور بالرَّحمة، وقَد ضَرَب "السويدان" المَثَل بامرأة "هارون الرشيد"، التي بَذلت جهوداً جبَّارة في سَبيل تَوفير المياه، لسقاية الحجيج!
كما تَتفوّق المرأة عَلى شقيقها الرَّجُل؛ في صفةٍ ثَالثة وهي الإبداع، حيثُ تُشير الدِّراسات –عَلى ذمّة "السويدان"- أنَّ المرأة أكثر إبداعاً مِن الرَّجُل بـ25%، مُستشهداً بما نَقلته السيّدة "أسماء بنت عميس" إلى الحجاز، مِن تَجارب أهل الحَبشة النَّاجحة، وقُدرتها الفَائقة في تَوظيفها لخدمة المُجتمع الإسلامي!
أمَّا الصِّفة الرَّابعة، فهي التَّفويض وإعطاء الصّلاحيّات، حيثُ أثبتت الدِّراسات -التي أجرتها الباحثتان: "دوديث رونز" و"سالي هيلجسن" في كِتابهما "الميزة الأنثويّة"- أنَّ المرأة لا تَميل إلى استخدام القوّة في العَمل، كما يَفعل الرَّجُل، وهي أكثر تَفويضاً في مَنح الصّلاحيّات للعَاملين معها!
وتَتمثَّل الصِّفة الخَامسة في بُعد النَّظر، الذي يُتيح للمرأة أن تَتطلَّع إلى المستقبل البَعيد، بعد أن أثبتت الدِّراسات –عَلى ذمّة "السويدان" أيضاً-، أنَّ حرص المَرأة عَلى جَمع المَعلومات، يُكسبها رُؤية أوسع مَدى مِن رُؤية الرَّجُل، مُؤكِّداً أنَّ قصّة زُهد امرأة "فرعون"، في مَلذَّات الدُّنيا ونَعيمها، خير دَليل عَلى نَظرتها المُستقبليّة، كما وَرد في القُرآن الكريم: (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ)!
وسَادس الصِّفات التي تَتميّز بها المَرأة، قُدرتها على الاتّصال، الذي يُظهر أنَّ المرأة أكثر استعداداً للحوار، وأكثر انفتاحاً في الحديث عن قَناعتها، للوصول إلى حلول مُشتركة، فها هو "السويدان" يُبدي إعجابه بـ"مَلكة سبأ" مُجدَّداً، لأنَّها لَم تَضع الحرب في سلّم أولوياتها، بل أبدت حُسن نيّتها في المفاوضات، حين أَرسلت هديّة تَجسّ بها نَبض الطَّرف الآخر، كما ورد في القرآن الكريم: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسَلُونَ)!
حسناً.. هذا ما تَسمح به المساحة اليوم، وآمل أن يُتيح لي الزَّمان فُرصة أُخرى، لاسترضاء بَنات حوَّاء، اللواتي تَصعب الحياة مَعهن وبدونهن في آنٍ وَاحد!.

أحمد عبدالرحمن العرفج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!