الخميس، 28 نوفمبر 2019

الرجاء الكف عن السطو على النساء

الحبر الأصفر
الرجاء الكف عن السطو على النساء

هُنَاك بَعض القضَايا يَترفّع عَنها النَّاس، ويُحاولون أنْ يَجعلوها قَضَايَا هَامشيّة، أو نَادرة الحدُوث، مَع أنَّ الحَقيقَة غَير ذَلك، لأنَّها تَقع -وباستمرَار- ولا يُمكن تَجاهلها..!
خُذ مَثلاً: سَطو كَثير مِن الأزوَاج أو الإخوَان أو الآبَاء؛ عَلى رَواتِب مَن تَحت يَدهم مِن النِّسَاء، سَواء كَانت زَوجة أَو أُختاً أَو بِنتاً، وأحيَاناً يَأتي السَّطو عَلى أشكَالٍ عدّة: إمَّا عَن طَريق المُسَاومة، أو الابتزَاز، أو المُقَايضة، بحَيثُ يُساعدها الرَّجُل في قَضَاء بَعض حَوائِجها، مُقابل أنْ تَتنَازل لَه عَن رَاتبها..!
إنَّني أتعجَّب مِن هَذه الفِئة مِن الرِّجَال، الذين أَعلم أنَّهم يَتحايلون عَلى النِّظَام، بَل يَفرّون مِن السّقوط في حِبَاله، ولَكن كَيف يَفرّون مِن الله، الذي يَعلم السرّ وأخفَى..؟!
تَحضرني في هَذه المُنَاسبة قصّة تُنسب إلَى الإمَام "علي" –رَضي الله عَنه-، حَيثُ تَقول القصّة: (رُوي عَن أمير المُؤمنين "علي بن أبي طالب" –رَضي الله عَنه- أنَّه جَاءه رَجُل فقَال: يَا أَمير المُؤمنين، إنِّي يُوجعني بَطني. فقَال الإمَام "علي": أَلكَ زَوجة؟ فقَال الرَّجُل: نَعم. قَال "علي": استوهب مِنها شَيئا طيبة بِه نَفسها مِن مَالها، ثُمَّ اشترِ بِهِ عَسلا، ثُمَّ اسكب عَليه مِن مَاءِ السَّمَاء ثُمّ اشرَبه، فإنِّي سَمعتُ الله سُبحَانه يَقول في كِتَابه: "وأنزَلنَا مِن السَّمَاء مَاءً مُبَاركا"، وقَال: "يَخرج مِن بطُونها شَراب مُختلف ألوَانه فِيهِ شِفَاء للنَّاس"، وقَال: "فإن طِبن لَكُم عَن شَيء مِنه نَفساً فكلُوه هَنيئا مَريئا"، فإذَا اجتَمعت البَرَكَة والشِّفَاء، والهنيء والمريء، شفيتَ إن شَاء الله تَعَالى، قَال: فَفَعل ذَلك فشفي)..!
إنَّني بَعد هَذا النَّص الكَافي الشَّافي، المُحكم الوَافي، أتأمَّل أنْ يَتدبّر الرِّجَال هَذه القصّة، وأن تَستيقظ ضَمائرهم، ويَترفّعوا عَن السّطو عَلى رَواتب ومُدّخرات المُدرّسَات أو المُوظّفات، أو حتَّى السيّدات اللوَاتي نلنَ بَعض الإرث؛ ممَّا تَركه أَقَاربهم..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أنْ أُذكِّر بالحَديث القَائِل: (استَوصوا بالنِّساء خيراً)، وقَد سَمعتُ أنَّ إحدَى المُعلِّمات دَخَلت في سِنّ العنُوسَة، والسَّبَب أنَّ وَالدها لَا يُريد أن يَذهب رَاتِبها إلَى رَجُلٍ غَيره..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!