الخميس، 28 نوفمبر 2019

الكرم الجاد يأتي من بركة المدينة والاتحاد ..!

الكرم الجاد يأتي من بركة المدينة والاتحاد ..!

لَديَّ إيمَانٌ كَامِل أنَّ الخَير في البَشريّة جَمعَاء لَن يَنقطع، وأينمَا ذَهَبْتَ ستَجد أُنَاساً طَيّبين، يُحبُّون مَن هَاجر إليهم، ويُكرمونه ويَتعاطفون مَعه، ويُهدُونه التَّسامح ويُبادلونه المَودَّة، مَتَى وَجدوا أنَّ بَينه وبَينهم خَيطٌ مُشترك يَجمعهم به..!
وحتَّى لا يَكون الكَلَامُ كَثيراً؛ والدَّليلُ قَليلاً سأذكر الأدلّة.. فمِن بَركَات سُكنى المَدينة المُنيرة، أنَّها أعطَت حيَاتي بُعداً إنسَانيًّا رَاقياً، يَليق بهَذه المَدينة النَّبويّة، التي أصبَح اسمها نَغماً عَاطفيًّا يُطرب آذَان كُل المُسلمين..!
حَسناً.. كُنتُ أدرس في مَدينة "برمنجهَام" البريطانيّة، ومَكثتُ هُناك سنوَات، وهَذه المَدينة مُتعدِّدة الأعرَاق والأجنَاس والأديَان، فكُنتُ كُلَّما ذَهبتُ إلى المَطعم، أو مَكان حِلَاقة، ورَأيتُ فيهِ عُمّالاً مُسلمين، قُلتُ لَهم: أنَا مِن المَدينة المنوّرة، فإذَا سَمعوا هَذه الكَلِمَة؛ هَاجَت عِندهم العَواطِف، وطَارت نَحو تِلك البُقعة الطَّاهرة، لذَلك لا يَسع هَذا العَامِل إلَّا أن يَقول: "اذْهَب واترُك الحِسَاب عَلينا، إكرَاماً للمَدينة المنوّرة"..!
أيضاً.. مِن بَركَات تَشجيع نَادي الاتّحاد، أنَّني إذَا دَخلتُ إلى بَعض مَحلَّات "الفول"، أو رَكبتُ مَع بَعض أصحَاب التَّكاسي، قلتُ لَهم: إنَّني أُشجِّع الاتّحاد وأُحبّه في الله، قَالوا: "اترُك الحِسَاب عَلينا مِن أجل عيون الاتّحاد"..!
وإذَا كُنتُ في الرّياض، أذهَب إلى مَحلَّات "الفول"، التي يَعمل فِيها إخوَاننا مِن أهل السُّودان، وعِندَمَا أتحدَّث مَعهم، وأُخبرهم أنَّني صَديق للرِّوائي السُّوداني الكَبير "الطيّب صالح"؛ صَاحب روَاية "موسم الهجرَة إلى الشّمال"... وغَيرها، ثُمَّ أُخرج صورتي مَعه ليُشاهدوها، وبَعد كُلّ هَذه المُحادثة والمُراتحة -أي حِين يَرتاح كُلٌّ مِنَّا للآخر- بَعد كُلّ هَذا يَقول البَائع: "عَليك الله مَا تَدفع، خَلِّي الحسَاب عَلينا لأجل عيون أستاذنا الكَبير الطيّب صالح"..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّني هُنا لَستُ مُحتالاً عَلى أحَد، فو الذي نَفس "أحمد العرفج" بيَده، لَم أقُل إلَّا مَا عِشت، ولَيس ذَنبي أن يَكون حُبّ النَّاس صَادقاً ونَبيلاً وجَميلاً، بحَيثُ يُكرمونني إكرَاماً للأمَاكن التي عِشتُ فيهَا، والانتمَاءَات التي أُشاطرها مَعهم، والشَّخصيّات التي أُقاسمهم الحُب لَها..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!