الخميس، 28 نوفمبر 2019

بيان السَّعادَة عند المَرأة السِّجَّادَة

بيان السَّعادَة عند المَرأة السِّجَّادَة 

لم تُحر الأُمم والمُجتمعات -وكَذلك الفَلاسفة- في شيء؛ مِثلما احتاروا في المَرأة ووَضعها، وطَريقة التَّعامُل مَعها، والتَّحكُّم فيها، ومُحاولة دراسة تَصرُّفاتها، وردود أفعالها..!
وحتَّى يتّفق المَقال مَع المِثال، لنَأخذ إطلاله سَريعة عَلى أمثال بَعض الشّعوب "الحيّة"، وتَجاربهم مَع المَرأة، حتَّى نَربط المَقال بالحَال، والأقوَال بالأمثَال..!
فهَا هُم الإنجليز، أولئكَ الذين أحسنوا ضيافتي، واحترموا وفَادتي، يَقولون: "لا سلاح للمَرأة إلَّا لسانها".. وهذا يُشير إلى أنَّ المَرأة "ثرثارة"، "مُنتفخة"، تُقاوِم باللسان وتُقاتِل به، ويَبدو أنَّ الإنجليز أدرَكتهم غَفلة الصَّالحين، فنَسوا أنَّ للمَرأة سلاحاً آخر وهو "الدّموع"، التي استعارتها مِن التَّماسيح، ولو تَجاوزنا الأجوَاء البريطانيّة، على مَتن "طَائرة الأمثَال"، التي تَأتي في مَوعدها، وليست كـ"السعودية" الدَّائمة التَّأخير، وتَقول بكُلِّ صَفاقة "نَعتز بتَأخيركم"، ولو تَجاوزنا بلاد الإنجليز، وحَططنا بـ"هنقاريا"، لوَجدنا أنَّ التَّلاحُم هناك ليس كالتَّلاحُم هنا، بمَعنى أنَّ المَرأة تَخرج على صورة أُمّها، حيثُ يَقولون في "هنقاريا": "أنظر للأُم وتَزوَّج الابنة"..!
أمّا إخواننا في "التشيك" فلَهم فَلسفة أُخرى، فَهُم يَقولون: "المَرأة الجميلة تَحتاج إلى ثَلاثة أزوَاج: وَاحد ليَدفع ديونها، ووَاحد لتُحبّه، ووَاحد ليَضربها"..! ومع الاعتذار للأخوة "التشيك"، فإنَّ هَذا المَثل لا تَقبله "خصوصيتنا" بل لا تَقبله "شَريعتنا"، لذا دَمجنا الثَّلاثة في وَاحد -كَما تَفعل إعلانات الشَّامبو، التي تقول ٢ في ١-، فالزّوج يَدفع بالهَبَل، ويُحِب بحَذر، ويَضرب بعَصا..!
وإذا استمرَّت الطَّائرة في التَّحليق، وقَطعاً ستَهبط في "رومانيا"، حيثُ تَبدو المَرأة -هناك- كَائناً حيًّا يُمكن الاستغناء عنه أو استبداله، كالحِذَاء، فَهُم يَقولون: "إنَّك لن تَجد أباً ثانياً ولا أُمًّا ثَانية، ولكنَّك سَوف تَجد زَوجات كَما تَشاء"، وإذا أقلعنا مِن "رومانيا"، سنَصل لـ"البرتغال"، حيثُ يَكتشفون سرًّا مِن أسرَار المَرأة وخداعها، تلك المَرأة التي تَلعب عَلى حَبلين، فَهُم يَقولون: "المَرأة التي تُحِب اثنين تَخدع كِلاهما".. وَقَانا الله وإيَّاكم شَرّ هذه المَرأة.. "قُولوا آمين"..!
ونَظراً لأنَّ الضَّرائب مُرتفعة في مَطارات "البُرتغال"، فسَنضطرُّ للمُغادرة إلى "الهِند"، حيثُ الرَّخَاء والجَمال والأنَاقة.. ولله در أهل نَجد عندما قَالوا: "الهِند هِندك إذا قَلَّ مَا عندك"، والهند كَما نَعلم كَانت مُستعمرة إنجليزيّة، لذلك أخذوا الهنود يَنتقمون مِن الإنجليز، مِن خلال تَصحيح أمثالهم الخَاطئة، لذا استدركوا على الإنجليز طول لسان المَرأة، ليُضيفوا لها مُهمّة أخرى، قَائلين: "لا تَكُفّ المَرأة عن الكَلام إلَّا لتَبكي"..!
وبالرغم من قول أهل نجد" "إنَّ الهِند هِندَنا"، إلَّا أنَّنا سنُغادرها إلى "فَرنسا"، حيثُ المُتعة تَأخذ بُعدها الكَامل، لذا يَقول "الفرنسيّون" مُحذِّرين الرِّجَال: "المَرأة والمَال يُضيّعان الرَّجُل"، وفي هذا إنصَاف للمَرأة، بحيثُ تَكون مُعادلة "مَوضوعيًّا" للمَال، الذي يُعتبر عَديل الرّوح، مِن هُنا لا يَسعنا إلَّا أن نَرفع القُبَّعة احتراماً للفرنسيين، الذين أدركوا أنَّ الاحتكاك بالمَرأة يُؤدِّي للضّياع، أمَّا عَن وعود المَرأة، وصِدق تلك الوعود، فلن نَلتَفت لكَلام المُتنبِّي حين قَال:
إذَا غَدَرَتْ حَسنَاءُ وَفَّت بعَهدِهَا
فَمِن عَهْدِهَا أنْ لَا يَدُومُ لَهَا عَهْدُ!!!
لَن نَلتفت لذلك، بل سنَلتقط مَثلاً يُونانيًّا يَقول: "وعود المَرأة تُكتَب عَلى صَفحات المَاء"، وإذا غَادرنا "اليونَان"، سنَجد أنَّ "البلاد اللاتينيّة" بانتظارنا، حيثُ يَربطون الضَّجيج بالمَرأة، ويَقولون: "مَن له بيتٌ هَادئ ليست له زَوجة".. ولا تَسألوني عن صحَّة هذا المَثَل، فأنا ممَّن يَسكنون البيت الهَادئ..!
ومِن العَجيب أنَّني مَكثتُ رُبع قَرن، حتَّى أفهم أنَّ المَرأة مَتى أَقْبَلْتُ عليها أدْبَرَتْ، ومَتى أدْبَرْتُ عَنها أقبَلَتْ، ولكنِّي عندما هَبطتُ إلى "إسبانيا"، وَجدتُ هذا المَثَل مَكتوباً في كُتبهم: "المَرأة كظلّك اتبعها تَهرب، واهرب مِنها تَتبعك".. فيا حسرةً عَلى عُمري الذي أنفقته مِن غير القراءة، ألم أقل لكم: (إنَّ القراءة مِن أمتع مَلذَّات الحياة)..؟!
ومَتى غَادرنا "إسبانيا"، مُتّجهين إلى "الصّين" -بلاد الحِكْمَة والحُكماء، والعَقل والعُقلاء-، ونَظراً لأنَّ الحُكمَاء يَتّفقون فيما بينهم، فإنَّني مُنذ عَهدٍ بَعيد مِن أنصار ضَرب المَرأة، ويا لمَحاسن الصُّدَف، حيثُ إنَّ إخواني الحُكمَاء في "الصِّين"، يَقولون في أمثالهم: "المَرأة كالسِّجَّادة، كُلَّما ضَربتها بالعَصَا، تَخلَّصت مِن الغُبار العَالِق بها ونَظفت"، لذلك استوصوا بالنِّساء "ضَرباً ورَكلاً ورَفساً"، حتَّى يَخرج الغُبار "مَثنَى وثُلاث ورُباع"..!
ونَظراً لأنَّ "الصّين" ليست ببَعيدة عن "رُوسيا"، فقد هَبطنا في مَطار "مُوسكو"، وهناك اكتشفنا حَقيقة الوَضع الفِكري للمَرأة، فَهُم يَقولون: "للمَرأة سَبع وسَبعون رَأياً في آنٍ وَاحد".. واسألوا صَاحب "الحبر الأصفر" عَن هذه السَّبعة والسَّبعين، وما يُنبّئك مِثل خَبير..!
حَسناً.. مَاذا بَقي ؟!
بَقي مَثلٌ تَقوله الدَّولة العَرفجيَّة الفِكريَّة، التي خَرجت مِن دَوري الثَّمانية، -"هذا بمناسبة بدء نهائيّات كأس العَالَم"- مَفاده: "إنَّ المَرأة كالطّفل، إذا لم تَشغلها بالخير، أشغلتك بالغير"، ويَبدو لي أنَّ شعوب الأرض ضيّعت أوقاتها؛ في مُحاولة فَهم المَرأة، لأنَّ هَذا شيءٌ مُستحيل، وكَان يَكفينا مِن كُلِّ هَذه الكومة مِن الأمثال، وَصف "جُبران خَليل جُبران" عندما قَال: "المَرأة خُلقت لنُحبّها لا لنَفهمها".. وفي النهاية أقول: (تُصبِحُون على خير، وكُلّ عَام وفي بيتكم زَوجة جَديدة)..!.

أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!