الحرف المعبر عن فكرة التقاعد المبكر ..!
اعتبَاراً مِن 1/3/1434هـ أُعْتَبَر "وَظيفيًّا" مُحالاً عَلى التَّقاعُد –بُنَاءً عَلى طَلبي– وهَذه حَقيقة لا وَهْمًا، بَل لقَد وَسَّطتُ الرِّجَال؛ حتَّى تَتم المُوافَقة عَلى طَلبي الغَريب العَجيب "المُريب"..!
نَعم، تَقاعدتُ بَعد أن خَدمتُ 23 سَنة، و23 يَومًا، و23 سَاعة، و23 دَقيقة، مِنها أربَع سَنوات –تَقريباً- قَضيتُهَا في التَّعليم، وبَاقي السَّنوَات قَضيتُهَا في بَلاط وزارة الدَّاخليّة؛ مُديراً لإدَارة الصَّحافة، ورَئيس تَحرير نَشرة رسَالة الدَّاخلية، ثُمَّ نَائبًا لرَئيس تَحرير مجلِّة الأمن... إلخ..!
أمَّا الآن، وأنَا أنزل مِن سلالم الوَظيفَة؛ لا يَسعني إلَّا أن أشكُر كِبَار المَسؤولين في الوزارة، الذين وَقفوا مَعي ودَعموني.. كَما أشكُر كُلّ مَن عَملتُ مَعهم، أو عَملوا مَعي، لأنَّني مَعهم رَسمتُ أجمَل لَوحات أيَّامي الوَظيفيّة، بكُلِّ مَا فِيها مِن تَعبٍ وسَهرٍ وإرهَاق، وأطلُب مِنهم أن يَذكرونَني بالخَير، كَما أذكُرهم كُلَّما جَاء ذِكرهم..!
الآن تَركتُ العَمل –رَغم الإلحَاح عَليَّ بالبَقاء- ولَكني أبدَيتُ رَغبتي الجَادَّة في الحصُول عَلى التَّقاعُد المُبكِّر، لَيس لأنَّني ثَري، أو لا أحتَاج المَال.. بَل تَقاعدتُ لأنَّه لَيس لَديَّ أي جَديد يُمكن أن أُضيفه للعَمَل..!
لقَد كَان بإمكَاني أن أفعَل؛ كَمَا يَفعل الكَثيرون، وأقوم بصبغ لحيَتي، وأبحَث لِي عَن وَاسطة لتَصغير تَاريخ مِيلَادي، حتَّى أمكثُ بَعض سَنوات في كُرسي الوَظيفة.. كُلّ ذَلك رَفضته، لأنَّ كُرسي الوَظيفة مِثل كُرسي "الحلَّاق"؛ الذي نَجلس عَليه، ثُمَّ نُجْبَر عَلى النّزول مِنه بالقوّة.. لذَا أحبَبتُ النّزول برَغبتي؛ قَبل أن يَقولوا لِي: "انزل وورِّينا عَرض أكتَافك"..!
الآن تَقاعدتُ وسأُطلق قَلمي في بَراري النَّقد، لأسلُخُ مَن أشَاء كَيف أشَاء، عَلى الطَّريقة التي أشَاء.. سأسلُخُ أُولئك الذين يُسمّونَني "العقيد"، ويُعيّرونني عَلى عَملي، الذي يُوفِّر لِي لُقمَة شَريفة، وتَحميني مِن طَلَب الشَّرهَات، التي اعتَادوا عَلى أخذهَا..!
حَقًّا سأُطلق قَلمي في فضَاء النَّقد، لأنَّني كُنتُ في السَّابق "أُراعي" وأحتَرم مَن أحسَنوا الظَّن بِي؛ ممَّن عَملتُ تَحت إدَارتهم، ولَم أُحبب أن أحرجهم؛ بأي قَولٍ أو نَقدٍ أُمَارسُه..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: لقَد تَقَاعدتُ، وفَور عِلْم البَعض بنيّتي في التَقاعد؛ جَاءتني عروض للعَمَل في عدّة جِهَات، أقلّها أُستاذ في جَامعة، ولَكنَّني اعتذرتُ لأتفرَّغ لعَمل مَا أُحب، وأستمتِع بوَقتي وبَقيّة شَبَابي، ولكَي أُعطي الفُرصَة لشَابٍ نَشيط يَبحث عَن عَمل؛ يُوفِّر لَه "لُقمَة عَيشٍ شَريفة".. تَقاعدتُ لأُقدِّم حلًّا فَرديًّا لتَقليص البَطالة، وإنقَاص عَدَد العَاطلين، وأبقَى أنَا عَاطلاً "مَع سَبق الإصرَار والتَّرصُّد"..!!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق