الوجل والخوف من فكرة نوف
بمرُورِ الوَقت؛ يُكوِّن القُرَّاء صُورة ذهنيّة عَن هَذا الكَاتِب أو ذَاك، فمَثلاً قَد يُؤخَذ عَن كَاتِب فِكرة أنَّه "هَادئ"، وقَد يُؤخَذ عَن آخر أنَّه شُجَاع ويَمتَاز بالجُرأة العَاقلة، وهَذا مَا حَصَل مَعي، فقَد تَكرَّمت عَليَّ الأستاذة "نوف العمودي" بإيميلٍ؛ تَطلب منِّي دَعمها في فِكرتها التي تُشجِّع عَلى التَّعدُّد، وأنَا إذ أشكُرها عَلى ظنّها الحَسَن بي، أُؤكِّد لَها أنَّ الفِكرَة سَبق وأن طَرَحْتُها -في مَقالٍ سَابق- بهَذه الجَريدة بعِنوان: (التَّجدُّد سِرٌّ مِن أسْرَارِ التَّعدُّد)، لذَا سأنشُر رسَالتها كَما وَصلتني:
سَلامٌ مِن الله عَليك أخي د. أحمد العرفج، أُحييك وأُحيي فِيك صَبرك وشَجاعتك وجُرأة قَلَمِك..!
أُريد مُناقشتك في مَوضوع التَّعدُّد، فهَل أنَا أخطأتُ حِين قُلت: "إنَّ التَّعدُّد أصل مَشروع"، أم الخَطأ أنَّ فَتاة بالتَّاسعة عَشرة مِن عُمرها تَتطرَّق لمِثل هَذه المَواضيع، أمْ أنَّي أخطأتُ في "بُعد نَظرتي"؛ وَسط مُجتمع لا يهمّه إلَّا نَفسه فَقط –إلَّا مَن رَحم الله-، وأنَا أُجزم أنَّني لَو تَكلَّمتُ عَن أمر يَتمَاشى مَع رَغباتهم لوَافَقتني الأغلبيّة، وصَفَّقت لي الأيَادي ..!
أين الخَطأ يَا سيّدي.. كَم مِن كَاتبٍ وكَاتبة كَتبوا عنِّي وذمّوني، تَعجَّبت لكُتَاب مِثلهم، يَتركون النِّقاش في المَوضوع الأسَاسي؛ ويَتطرَّقون لمُواصفاتي.. مَن هي، وكَم عُمرها، ومَا حَالتها الاجتماعيّة..؟! بَل مِنهم مَن قَال إنَّني أبحَث عَن الشُّهرَة.. أتعجَّب مِن ذَلك، فأنَا لَم آتِ بجَديد، ولَم أُجبِر أحداً عَلى الزَّواج مِن أُخرى، وكُلّ الأمر لا يَتعدَّى كَونه رَأي كَاتِبة..!
أحيَاناً يَكتفي بَعض الأزوَاج بزَوجةٍ وَاحدة أمَام المَلأ، وفي الحَقيقة هُناك عَلاقة سريّة بأُخرى، ولا يَستطيع الإفصَاح عَنها لخَوفهِ مِن "أُم العيال"، بَل هُناك مَن يَختصر الطَّريق ويَتّجه للمُحرَّمات، لمَعرفته بردّة فِعل زَوجته المَصون..!
كَم مِن امرَأة مُطلَّقة أو أرمَلة أو فَتاة مُتأخِّرة بالزَّواج؛ تُودُّ الزَّواج مِن مُعدِّد، لَكن يَمنعها الخَوف مِن نَظرة المُجتمع؛ التي تَكاد تَفترسها وكأنَّها ارتكَبَت جُرماً.. كَم مِنهن أصبَحن يتّجهن للمسيَار والمسفَار.... إلخ، مُتناسيات أنَّ التَّعدُّد خَيرٌ لَهن، لأنَّه يَحفظ لَهن كَامل حقُوقهن، خِلاف الزِّيجات الأُخرى..!
نَحنُ مَن جَعَلْنَا مِن التَّعدُّد شَبَحاً مُخيفاً، وجَسّدناه بصورةٍ مُفزعة، وأيضاً هُناك دَور كَبير للإعلَام؛ في نَقل هَذه الصُّورة السَّلبيّة عَن التَّعدُّد.. لا أعلَم هَل أنَا مُخطئة بنَظرتي هَذه، أم هُم مُخطئون..؟!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: لَيس مُهمًّا أن أُبدي رَأيي، هَل أنَا مَع التَّعدُّد أم ضدّه، ولَكني سأقف مَع الأستاذة "نوف" لتَقول رَأيها كَما تَشاء، ولا نَملك لَها إلَّا الاحترَام، أمَّا القَبول والرَّفض، فهَذه قَضيّة شَخصيّة لكُلٍّ مِنّا الحَق في التَّعبير عَنها..!!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
وكَان تَعقيباً عَلى فِكرة طَرحتها –آنذَاك- الأستاذة "هيام دربك" مِن مِصر –
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق