الخميس، 28 نوفمبر 2019

وَعي نِسَائِي تِجَاه تَعدُّد الزَّوْجَات!

وَعي نِسَائِي تِجَاه تَعدُّد الزَّوْجَات!

في السِّياق الثَّقافي والاجتماعي تَتنافر المُعطيات، وتَبْرز الجرائد على مُستوى السَّطح، طالبة الوقوف، والتَّوقُّف لِمَن كان له سَمع، أو ألقى نظرة وهُم من جُملة الشَّاهدين، أو المُشاهدين من أمثالي!! 
تأتي جرائد الصباح برائحتها المُعتادة، وحبرها القديم، وإذا كُنت مثلي تَقرؤها على خيوط الشَّبكة، مُنذ تَلْقَاهَا في الخامسة صباحاً مُعبَّأة في رقائق الحاسب، تُوشك أن تخرج من زجاجها الرّهيف لتُعانق صمت عينيك، وضوء بُعدك!!
العنوان برأس الصَّفحة يقول: "أول امرأة تُؤسس جمعية لتَعدُّد الزَّوجات، وتسعى لتزويج زوجها مرة أخرى".. يا الله!
وبجانب هذا العنوان امرأة ذات حُسن وجمال تجيب على الأسئلة لفك ما أُغلق، وكشف ما استتر!!
حسناً من هي هذه التي أسَّست هذه الجمعية: إنَّها "سيّدة مصريّة مُتزوجة تُدعى "هيام دربك" تُدير وكالة إعلام "عرب برس" أسَّست أوّل جمعية من نُوعها في مصر تهدف إلى تشجيع تعدُّد الزَّوجات"!!
وتشرح السيّدة هيام الدَّوافع لإنشاء هذه الجمعيّة بقولها: "إنَّ الذي دفعني للتفكير في إنشاء هذه الجمعيّة، في هذا الوقت بالذات، هي الضجّة الإعلاميّة والاجتماعيّة المُثارة حول حدثين بالغي الأهمية، أحدهما في مصر، والثاني في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما الحدث الأول الذي تحوَّل إلى حدث السَّاعة، على صفحات الحوادث في الصّحف العربيّة فبطله رَجُل أعمال يمتلك سلسلة محلات شهيرة، أُلقي القبض عليه بتُهمة أنَّه مزواج.. ثم تبيّن من التحقيقات، أن الرَّجُل بشهادة زوجاته كان يُعاملهن مُعاملة حَسنة، يتزوّج النِّساء بالمعروف، ويُفارقهن بإحسان، ومثل هذه القضيّة أثارت حفيظة المُجتمع المَصري - حَسب تعبير السيّدة هيام - التي تُتابع باستمرار علاقات رجال الأعمال الجُبناء غير القادرين على الزَّواج!!
والحدث الثَّاني وقع في أمريكا عندما مَثَل أمام القضاء رَجُل آخر مُتّهم بِتَعدُّد الزَّوجات، والجمع بين خمس نساء في وقت واحد، وتناقلت وكالات الأنباء صورة لإحدى زوجات الرُّجُل، وهي تبكي لأن زوجها يُواجه حُكماً بالسجن قد يصل إلى 25 عاماً!!"
وتضيف السيّدة "الفاضلة" هيام قولها: "الحادثتان على بُعد المسافة بينهما، دليل على ظاهرة اجتماعيّة واحدة يُعاني منها العالم أجمع تقريباً في الوقت الرَّاهن، وهي اعتراض مُعظم رجال العالم على الزَّواج، وتحمُّل المسؤوليّة، وإذا تزوَّج فيكتفي بزوجة واحدة، وبالتَّالي تظهر على السَّطح مُعاناة الفتيات من العنوسة التي تُحطِّم الأنثى نفسيًّا واجتماعيًّا، وتُعرِّضها لأن تُصبح فريسة سهلة للانحراف، وفي ظل مثل هذا الوضع الاجتماعي المُريب.. يصبح خروج رجل هُنا، أو هُناك بشرع الله عن هذا الوضع، بزواجه أكثر من امرأة جريمة لا تُغتفر، وإذا كان رب العالمين هو الذي شرع تَعدُّد الزَّوجات، فلا يجوز للبشر أن يُجادلوا في هذه الحكمة الإلهيّة!!".
وتؤكد السيّدة هيام رأيها بالقول: "لقد اعترف لي أحد الفرنسيين، وهو يُشهر إسلامه في الأزهر الشَّريف منذ بضع سنوات، وكُنت أُجري معه حواراً صحفيًّا حول أسباب اعتناقه الإسلام، اعترف أن أحد أهم الأسباب هو أن الإسلام يصون الرَّجُل مثلما يصون المرأة، فهو يُبيح للرَّجُل أن يتزوَّج أكثر من امرأة، وهذا يصونه من الانحراف خارج المنزل، ويحميه من الأمراض العضويّة والنفسيّة، فهل نُحرِّم على أنفسنا بسبب "الغيرة الحمقاء" ما أحلّ الله؟!"!!
وحين سُؤالها عن مُوافقتها على زواج زوجها مرة أخرى، قالت: "نعم، بل إنني أقوم بمُحاولة لتزويج زوجي على الرغم من حُبي له، وأنا مُستعدّة لأن أخطب له من يُريدها، لأنَّني واثقة أن أجري كبير – إن شاء الله - يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".
وتشرح السيّدة هيام منهجها في هذه الجمعيّة بقولها: "إنَّ الخطوة الأولى.. هي تعريف الرِّجال بشروط التعدُّد القائمة على العدالة بين الزَّوجات، وإقناع النِّساء بقبول فكرة التعدُّد، حتى نُهيئ المُجتمع أولاً لِتَقبُّل تلك الفكرة بعيداً عن العادات البالية التي تُخالف الشَّرع"!
وعن قبول الفكرة تقول: "لقد اتصلت بي أعداد كبيرة "من الجنسين"، وأبدوا تَفهُّماً رائعاً لتلك الفكرة، واستعدادهم لدعمها"!!
وتختم السيّدة هيام مُقابلتها - بكلام بسيط يفيض بالحس الواعي - تقول: "إنَّني أُعلنها صريحة لبنات جنسي لا تشتروا الدُّنيا بالآخرة، ولا تَمنعكُن العواطف من إقرار شرع الله، لأن تعدُّد الزَّوجات أصبح "فريضة غائبة" بسبب أنانيّة النَّساء "العربيّات" لدرجة مُخالفتهن شرع الله بإثارة المشاكل، وطلب الطلاق الذي يجعل الرَّجُل يقف مكتوف اليدين خوفاً من تشريد الأسرة والأولاد!
يا معشر النِّساء حرام عليكن، فلولا أن الله سبحانه وتعالى يعلم أن الرَّجُل سوف يحتاج في حياته أكثر من امرأة ما كان سبحانه وتعالى، قد حلل ذلك للرَّجُل وأعطاه رُخصة الزَّواج من أربع نساء، بشرط وحيد يستطيعه أي رَجُل، وهو "العدل"!!".
هذا ما قالته، فماذا أنتم قائلون؟.. إنَّها قفزة نوعيّة في سياق العقليّة النِّسائيّة التي تُحاول أن ترى الواقع لا الأحلام، وتُشاهد الشَّمس لا الإضاءة المؤقتة.. القضيّة في بدايتها.. ومُعظم الوعي من مُستصغر الفكر!! وكل عام والجميع في تعدُّد أو انفراد أو عنوسة، أو عزوبيّة من أمثال العبد غير الفقير !!
أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!