الخميس، 28 نوفمبر 2019

ويلٌ للعرب من تبرير اقترب

الحبر الأصفر
ويلٌ للعرب من تبرير اقترب

قُلت أكثَر مِن مَرَّة؛ أنَّ العَرَب يَحتاجون إلَى دَورات تَأهيليّة في الحيَاة، دَورات تُجهِّزهم وتُعدّهم، وتُنمِّي عقُولهم، قَبل أنْ يَنخرطوا في المَجموعَات البَشريّة، وهَذا الكَلام قَد يُغضب البَعض، ولَكن منِّي السَّلام والتَّحيّة لمَن رَضي ومَن غَضب، لأنَّ الشَّوَاهِد والأدلّة هي المقيَاس والفَيصل بَيننا، لذَلك دَعوني أُبيّن لمَاذا يَحتاج العَربي إلَى دَورة إعَادة تَأهيل؟ وكَيف أنَّ العَربي لَا يَعترف بأخطَائهِ، فَضلاً عَن مُواجهتها..!
أوّلاً: إذَا كَان أبنَاء العَربي يَفتقرون إلَى التَّربية، فإنَّ السَّبب أصدقَاء السّوء، وأبنَاء الجيرَان، ولَيس وَالدهم الذي أهمَل تَربيتهم..!
ثَانياً: إذَا ارتَكَب العَربي خَطأً، فإنَّ الشّيطَان هو الذي أغوَاه، أمَّا هو فمسكين، لَا حَول لَه ولَا قوّة..!
ثَالثاً: إذَا فَشلَ العَربي في حيَاته، فإنَّ العَتَب عَلى الظّروف التي لَم تُسَاعده، ورَحِمَ الله شَيخنا "عبدالله القصيمي" حِينَ قَال: (الظّروف أتعَس كَلِمَة مَجني بِهَا عَليهَا)..!
رَابعاً: إذَا انخَرَط العَربي في جَمَاعَات إرهَابيّة، وتَدعْشَش عَقله، فهو مَخدوع، حتَّى لَو كَان سنّه فَوق الأربعين..!
خَامِساً: إذَا ذَهَب العَربي إلى المَطَار مُتأخِّراً عَن الرّحلَة، فإنَّه يَقول: "فَاتتني الطَّائِرَة"، ولَا يَلوم نَفسه، بَل يُوجّه اللَّوم والعَتَب للطَّائِرة، التي "فَاتته"، بَينما كُلّ شعُوب العَالَم تَقول إذَا تَأخَّرَت عَن الطَّائِرَة: "أنَا تَأخَّرتُ عَن الطَّائِرَة"، وتَتحمّل أخطَائِهَا..!
سَادِساً: إذَا كَان العَربي يُلقي مُحاضرة، ولَم يُحسن إدَارة الوَقت فإنَّه يَصرخ في النِّهَايَة قَائلاً: "الوَقت دَاهمنا"، وكَأنَّ الدَّقَائق والثَّوانِي كَتَائِب عَسكريّة..!
سَابعاً: إذَا جبُن العَربي عَن طَرح السُّؤال قَال: "السُّؤال الذي يَطرح نَفسه"، مَع أنَّ السُّؤال الذي يَطرح نَفسه؛ خَاص بفَرضيّات تَنتمي إلَى المَنطق، ولَيس إلَى تَنظيره الفَارِغ..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أنْ نُشير إلَى أنَّ هَذه الأمثِلَة السّبعَة؛ لَيست مِن بَاب "جَلْد الذَّات"، كَما يَتوهّم السُّذّح، وكَأنَّني أُقيم الحَدّ عَلى نَفسي، بَل هي مُجرَّد نَماذج مِن مُلاحظات، جَمَعْتُهَا مِن استقرَاءٍ طَويل، وتَدبُّرٍ جَليل..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!