الخميس، 28 نوفمبر 2019

إجَازة مِن الصُّحف لمُدَّة أسبوع.. فكِّروا في المَوضوع ..!

إجَازة مِن الصُّحف لمُدَّة أسبوع.. فكِّروا في المَوضوع ..!

يَقول شَيخنا "آينشتاين": إنَّ الخَيال أهم مِن المَعرفة، لأنَّه يُولِّد الأفكَار ويُثري النَّظريّات..!
مِن هَذا المُنطلق بَدأتُ أُفكِّر بفَرضيّة تَقول: لمَاذا لا تَتوقَّف الصُّحف عَن الصّدور لمُدَّة أسبوع وَاحد كُلّ سَنة..؟! حتَّى يَتبيّن الخَيط الأبيض مِن الخَيط الأسوَد في جَدوى الصَّحافة، عَلى اعتبار أنَّ بَعض النَّاس يَنظرون إلى الصُّحف بشَكلها الحَالي عَلى أنَّها آلة بيروقراطيّة مُعيقة للتّنمية، وطَالما أنَّ الأمور تَتبيّن بضدّها، فإنَّ تَوقُّف الصَّحافة لمُدّة أسبوع سيَجعلنا نَعرف حَجم فَائدتها، أو مقدَار ضَررها..!
حَسناً.. لنفترض أنَّ الصَّحافة تَوقَّفت، مَاذا سنَجني..؟!
يَبدو أنَّ أوّل شَيء سنُجنيه هو: تَقليل أو تَرشيد كميّة الكذب، وسيَكون ذَلك الأسبوع هو الأسبوع الأقل كذباً بين أسابيع السَّنة كُلّها، وفي هَذا الصَّدد يُقال: إنَّ رَجُلاً جَزائريًّا اشترى سَمكاً ولفّه بجَريدة، وعندما وَصَل إلى البَيت اكتشف أنَّ ورق الجَريدة قَد ذَاب مِن الزّيت، وسَقطت مِنه السّميكات، فبصَق على الجَريدة، وقَال: قبّحك الله، تَحملين أطنَاناً مِن الكذب، ولا تَستطيعين أن تَحملي كيلاً وَاحداً مِن السَّمك..؟!
ومِن فَوائد تَوقّف الصَّحافة أنَّ الحوادث ستَقلّ، لأنَّ مَن يُوزّعون الصُّحف ممَّن يَنطلقون فَجراً -في كَافة أرجَاء البلاد- لتوزيعها بسُرعة البَرق، سيَتوقّفون عَن هَذا الفعل، الأمر الذي يُخفّف مِن السّرعة والحَوادث، كَما أنَّ أولئك النَّاس الذين يَتهافتون عَلى مَراكز التّسوّق لشرَاء الصُّحف سيَتوقّفون عَن الخروج، وبالتَّالي تَخفيف الزّحام..!
وستَزداد إنتاجيّة الموظَّف، لأنَّ مَن يَدخل أغلب الإدَارات الحكوميّة؛ يَجد أنَّ الموظّفين مُنشغلون بقراءة الصُّحف وأخبار كُرة القَدَم، خَاصَّة بَعد فَوز الاتّحاد على الهلال، ويَتركون مَصالح النَّاس ومُعاملاتهم لموجة البَركة، ولأسباب التّيسير..!
ومِن فَوائد التوقّف -أيضاً- الانتصَار للبيئة، حيثُ سيَنقص استهلاك الورَق المُعتمد أصلاً على قطع الأشجَار، ومِن الفَوائد –أيضاً- تَقليص مِسَاحات "البَكَش" والدّعايات، مِثل إعلانات المُساهمات الوهميّة، أو التّبشير بزيادة في الميزانيّات ولا يَستفيد مِنها أحد، أو نَشر إعلانات في صَفحات كَاملة عَن تَعازي فُلان لفُلان، وتَخفيف الاحتقَانات بين شَرائح المُجتمع، سَواء كَانت شَرائح دِينيّة أو ليبراليّة أو رياضيّة.. وغيرها، لأنَّ المُلاحظ أنَّ الصَّحافة تَعيش تَحزّبَات وتَخندقات واصطفَافَات وتَمترسات يُحارب بَعضها بَعضاً، فهَذا يَصف هَذا بالرّجعية والظلاميّة، وذَاك يَصف خصمه بالتَّغريب وتَنفيذ الأجندة الأمريكيّة أو الصهيونيّة، وفي مَجال الرّياضة يُطالب الهِلاليّون بسَعودة الحُكّام في بطولة آسيا، في المُقابل يَصف الاتّحاديّون الهِلال بأنّه أسد مَحليًّا ونَعامة آسيوياً... إلى آخره، وآخر الفَوائد مِن تَوقُّف الصّحف عن الصّدور لمُدّة أسبوع رَاحة للقَلب، لأنَّ المُلاحَظ أنَّ هُناك قَضايا مِثل الصّحة والتَّعليم والخطوط والصَّرف الصِّحي قَد أثبت الزَّمن أنَّها أمراض مُستعصية، يَستحيل حلّها، في حين أنَّ العَالَم أوجد عِلاجَات وحلول للسّرطان وتَصلُّب الشَّرايين، والكبد الوبَائي ومَرض السّكري، لذلك عِندَما تَتوقَّف الصُّحف عن الصّدور؛ فإنَّ النّقد لهذه الأجهزة سيَتوقّف، وبالتالي تَستسلم النَّفس للوَاقع وتَركن إليه، وتَعيش في سَلامٍ مُؤقّت..!
حَسناً.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي القَول: إنَّ هَذه فِكرة قَد تَكون مَجنونة، ولكن مَن قَال إنَّ الأفكَار دَائماً تَتَّسم بالعَقل..؟! وأرجو مِن أهل الصَّحافة –إذا صَدّقوا عَلى هَذا الاقترَاح وطبّقوه- أن لا يَمسّوني بسوءٍ، بحيثُ تَتوقَّف الصُّحف عَن الصّدور، ولَكن يَتواصل صَرف المُكافأة أثناء التَّوقُّف، لأنَّ أخوكم عَلى الحَديدة، وأخشَى أن خَصم أسبوع؛ قَد يَجعل الإخوة الذين يَجولون في شَوارع جُـدَّة لَيلاً بَاحثين عَن قطع الحَديد، يَسحبونها مِن تَحت أقدَامي، وأهوي إلى الأرض، وحين يَحدث ذَلك لا يَفصل بَيني وبَين أكل التُّراب، إلَّا بَسط ذراعاي بالوصيد..!.

أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!