الشعر والوجدان وعلاقته بالأسنان ..!
مُوجعة هي "نَشرة الأخبَار".. ألِيمَة هي "الشَّاشات".. مَظاهر "القَتل والعُنف والإرهَاب" تَجرح المشَاعر..! لذَا أهرب إلى قَوافي الشِّعر، وجَمال النَّثر، لأتدثَّر بِهَا مِن "رُعب" العَالَم، و"كَهرباء" الألَم..!
بالله عَليكم، اقرَأوا مَاذا يَقول صَديقي المُتألِّق "ريَاض المَعلوف":
هَذه الدُّنيا لَنَا
لِحَبيبي.. لِي أنَا
فتَمتَّع يَا حَبيبي
فالمُنَى.. تلو المُنَى
طَالَما أنتَ بقُربِي
كُلّ شَيءٍ "هَا هُنا"
هَكذا نَحنُ سنَمضِي
وسيَبقَى ذِكرُنا
إنَّه الحُب، إنَّه الصَّبابة، ومَن مِنَّا يَعرف "السِّنين" التي قضَاها في "رِحَاب الحُب"، إنَّنا جَميعاً كالشَّاعر "القاضي الفاضل"؛ حِين صَرَّح لمَصدر مَسؤول في مَملكة الحُب قَائلاً:
لَبثتُ في الحُبِّ عُمراً - لا أحصّلهُ
كَفِتْيَةِ الكَهفِ.. لا يَدرون مَا لَبثُوا
ولَكن الحُب هُنا يُشبه النَّوم.. فهَل تُوافقون بأنَّ النَّوم هَنَاء، والحُبّ تَعبٌ وعَنَاء..؟!
إنَّ الشِّعر الذي أطمَح لَه كِتَابةً وقِرَاءةً، هو ذَلكم الشّعور المَسروق مِن النَّار، الذي تَلمسه فتَشعر أنَّ الجَمر بكفّك، واللّظى بعَقلك، والنَّار في وجدَانك.. إنَّه مِثلَمَا قَال "مجبر الصقلي":
ولربّ قَافية "شرُود" شَرَّدت
نَومي.. فبِتُّ أجُول في أبيَاتِهَا!
يَا قَوم.. مَن مِنكم يَجول في أبيَات وشَوارع القَوافي، ونِظَام "سَاهر" اللُّغوي يَقف لَه بالمرصَاد..؟!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ الشِّعرَ كَلامٌ، ولَكنَّه لَيس كالكَلام، وذَكروا أنَّ شَاعر العَرَب وبَني تَميم "الفَرزدق" يَقول: (والله إنِّي لأشعَر العَرَب، والله لتَأتِني سَاعة لخَلعِ ضَرس، أهوَن عَليَّ مِن قَول بَيتٍ مِن الشِّعرِ)..! يَا قَوم: حَافظوا عَلى أسنَانكم..!!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق