الخميس، 28 نوفمبر 2019

آفة الاجتزاء لا تثني عن نقد النساء

الحبر الأصفر
آفة الاجتزاء لا تثني عن نقد النساء

كُلَّما كَتبتُ عَن المَرأة مُنتقداً، أو شَارِحاً، ثَارت النِّساء في وَجهي، وتَسلّط الرِّجَال عَلى قَلمي، وكَأنَّهم "عُلَب بيبسي" مَرجوجة قَبل الفَتح..!
إنَّ الحَديث عَن الأجنَاس –أَعني جِنس المَرأة وجِنس الرَّجُل- يَدخل في إطَار التَّعميم، ولا يَخصُّ فَرداً بعَينه، بَل هي مَقولات تَحكي تَجارب مُعيّنة، وتَصف حَالات مُحدَّدة، لَا يُمكن تَمريرها عَلى الجَميع، ولَكن النِّسَاء والرِّجَال -سَامحهم الله- يَأخذون الأمُور مَأخذ الحَساسية، وكَأنَّها مُوجَّهة إلَى كُلِّ وَاحدة مِنهنّ..!
أكثَر مِن ذَلك، يُحاول البَعض استغلَال حُبِّي لأُمِّي الغَالية "لولوة العجلان" –حَفظها الله- قَائلين: "هَل تَرضَى أنْ يُقال هَذا الكَلَام عَن أُمّك وعَن أُختك مَثلاً"؟ ومَا عَلِمُوا أنَّ النِّساء مِثل الأصَابع؛ لَيسوا عَلى شَكلٍ وَاحِد، ومَقاسٍ وَاحِد، وتَفكيرٍ وَاحِد..!
إنَّ لُغَة العمُوم لا يُمكن أن تَقصد شَخصاً بعَينه، فلَو قلتُ مَثلاً: كُلّ إنسَان سيَموت، و"علي العلياني" إنسَان، لذَلك سيَموت.. لَا يُمكن أنْ تُحاسبني المَحكمة وتَقول إنَّني ادّعيت أنْ "علي" سيَموت..!
أكثَر مِن ذَلك، مَن يَتدبَّر لَفظ كَلِمَة "الإنسَان" في القُرآن، يَجد أنَّها تُقرن بصِفاتٍ غَير جيّدة، مِثل: (وَكَانَ الإِنْسَانُ ظَلُوماً جَهُولاً)، و(إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَإِذَا مَسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعاً)، و(كَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً).. فالإنسَان في القُرآن إذاً "ظَلوم، جَهول، هَلوع، جَزوع، مَنوع، مُجادل".. اتّفقنا عَلَى هَذا..!
حَسناً.. بَعد ذَلك أقول: إنَّ النَّبي –صلّى الله عليه وسلّم- إنسَان، ولا يُمكن أنْ نَقول –وفق هَذا المَنطق- إنَّ النّبي جَزوع وجَهول وظَلوم وهَلوع ومُجادل.. حَاشَا لله، فهو المَعصوم المبرّأ مِن كُلِّ مَنقصة ومَذمّة..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: أيُّها القَوم وسّعوا حقُولكم، وكبّروا دَوائر تَفكيركم، ولا تَنظروا للأمُور بهَذه الحسَاسية، فلَو قلتُ –في مَقالٍ مَا- إنَّ الرَّجُل ضَعيف أمَام المَرأة، وأنَا رَجُل، فهَل يَعني ذَلك أنَّني ضَعيف أمَام المَرأة؟ إنَّ ذَلك لَيس صَحيحاً، ومَن يَفترض ذَلك قيَاسه سَخيف..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!