الجمعة، 29 نوفمبر 2019

البَرَكَة في البنات "المُمرِّضات" ..!

البَرَكَة في البنات "المُمرِّضات" ..!

عمل المرأة جَدَل لا ينتهي، واختلاطها مع الرِّجَال -في العمل- حديث لا ينقضي، ومثل هذه الموضوعات باقية، -بل يجب أن تبقى-، لأنَّ هناك مَن يعيش على الدِّفاع عنها، وفيها ومنها وحولها، -وفي الطَّرف الآخر-، هناك مَن يعيش للرَّد عليها، وعنها وفيها وحولها –أيضاً-، "ولا يزالون مُختلفين"!
وقبل عشرات السِّنين، دار جَدَل في ناحية خاصَّة، تتمثَّل في "عمل المرأة بوصفها مُمرّضة"، لأنَّها أدرى وأعلم، وأكثر دقّة وأكبر نعومة... إلخ هذه الصِّفات؛ التي لا تتوفَّر إلَّا في المرأة، ذلكم "الجنس اللطيف"!
حسناً.. ماذا لو تم تأصيل هذه المسألة تُراثيًّا، أعني مدى ارتباط المرأة بمهنة التَّمريض..؟!
في شذرات "الغزَّاوي" والعلم -كما يُقال- بَحر، أورد تحت عنوان "البَرَكَة في البَنات" النَّص التَّالي:
(عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: دخل "أوس بن ساعدة الأنصاري" على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- فرأى في وجهه الكراهية، فقال: يا ابن ساعدة ما هذه الكراهية التي أراها في وجهك؟!، قال: يا رسول الله إن لي "بنات"؛ وأنا أدعو الله عليهنَّ بالموت، فقال: يا ابن ساعدة لا تدعُ، فإنَّ البَرَكَة في البنات، هُنَّ المُجمّلات عند النّعمة، والمنيعات عند المصيبة.. وروى مِن وجهٍ آخر وزاد فيه: والممرِّضات عند الشِّدَّة، ثقلهنَّ على الأرض، ورزقهنَّ على الله عزَّ وجلّ).. أخرجه أبوموسى!
ثم يُعلِّق الشيخ الغزَّاوي على هذا النَّص بقوله:
(صدق رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-، وإنَّها لعِظَة وتبصرة، ونصيحة وتذكرة، وبارك الله في "البنات"، وحفظهنَّ مِن الهنَّات، وصرف قلوبهنَّ إلى التَّقوى بالهُدى، وجعل منهنَّ قُرَّة أعين لذويهنَّ وأزواجهنَّ، ووقاهنَّ شر التَّقاليد الفاسدة الدَّخيلة، وبلاء التَّحضُّر المشين، وأرشدهنَّ إلى كُلِّ خير، وكفاهنَّ كُلّ شرّ، وألهمهنَّ الرُّشد والقصد، فهُنَّ ولاشك الرّياحين، والورد والياسمين، إلَّا أن يندمجنَّ في الأغلاط والأسخاط، والأرقاط والأقماط، ومتى ما صلحنَّ، أصلح الله بهنَّ كُلّ فساد، والعكس بالعكس، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم)!
حسناً.. ماذا بقي..؟!
بقي القول لنتخيَّل العَالَم الطّبي مِن غير هؤلاء الفتيات؛ اللاتي يعملنَّ ممرِّضات.. وخاصَّة الجنس الفلبّيني.. لنتخيّل العَالَم مِن غيرهنَّ، إنَّها حقاً كارثة عالميّة، اللَّهمَّ أَبْقِ طائفة مِن البنات مُمرِّضات، محافظات شريفات، يجمعنَّ بين العمل الشَّريف وخدمة البشريّة؛ ولقمة العيش النَّقيّة!.

أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!