أَنْتَ رَجُلٌ مُتَحَامِلٌ عَلَى النِّسَاء ..!
قَد يَتوهَّم المَرء معرفة الطَّريق، ولكن هَذا الوَهم لا يَدوم طَويلا، فمَا أن تَرى مَواقع الآخرين، يَتبيّن لك أين تَقع، وقد يَتعجَّب الكَاتِب حِين يَجد نَفسه وقد حُشر في زَاوية هو أبعد مَا يَكون عَنها!!
وأصدق مُؤشِّر على موقع الكَاتب يَصدر مِن القَارئ، ذَلكم الصَّامِت الذي يُحدِّد جُغرافيّة وتَضاريس مَن يُمارس الكِتَابة!!
قَبل مَجموعة من الأيَّام نَشَرتُ مَقالاً عن المكياج وتزييفه للحَقيقة، وهو رَأي يَحتمل الخَطأ قبل أن يَحتمل الصّواب، ولكن المَقال كَشف للحبر الأصفر مَوقعه من خلال تَداعيّات القُرَّاء، فهذه الأولى تَقول:
(لا أدري لماذا كِتَابَاتَك عن النّساء دائما عَدائيّة واستفزازيّة؟! أنَا أُتابعك مُنذ مُدة، وأُلاحظ بين كُل ثَلاثة أو أربعة مَواضيع تُصدرها؛ تَعود لنا بموضوع يَضرب في النّساء في الصّميم، وكأنَّهنَّ غُرفة التَّنفيس لك!!
يا أخي ألا يَكفينا الظُلم الوَاقع عَلينا، لتأتي أنت وتزيدنا قَهرا وظُلما؟!.. هل تُريد منَّا أن نموت أكثر من موتتنا هذه؟!.. هل تَتمنَّى لنا عَيشاً أسوأ كي تشعر بالراحة والاسترخاء؟!.. السّعوديّات يَعشن في قبورٍ مَفتوحة لدفنهنَّ في أي لحظة تُسمى بيوتاً، يُحيط بهنَّ عُنف القَبيلة، وعُنف الأسرة، وعُنف المُجتمع، وتَأتي أنتَ لتُزيدنا جُرعة عُنف بكِتَابَاتك العَدائيّة، وقَلمك القَاسي هذا.. خَاف الله يا رَجُل.. وابحَث عن مَكان آخر تُنفِّس فيه عَن غَضبك وكَبتك!!
وهذا الثاني يُؤيّد المكياج، ويقول:
(أعتقد أنَّه لا عيب في أن تَتزيّن المرأة وتَتكحَّل وتَتجمَّل وتَتغنَّج، بَل هذه الأشياء تُزيد في أنوثتها ودَلعها، وهل هُناك أجمل من دلع وغَنج النّساء، وقد وَصفهنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم بالقوارير لِنعومتهنَّ ورِقتهنَّ؟!!
وفي مُجتمعنا السّعودي.. بالرَّغم من الشَّكوى الزَّائدة من الرِّجَال من كثرة شِراء نِسائهنَّ لمساحيق التَّجميل، فإنهم -نفس الرِّجَال- دائماً ما يُبدون إعجابهم بمُذيعات القَنوات الفَضائيّة!!
اتركوا بل وانصحوا نِساءنا كي يَتجملنَّ في بيوتهنَّ لأزواجهنَّ.. فهذا أجدى لإبراز أنوثتهنَّ، ولغض طرف أزواجهنَّ!!
وهذا ثالث يقول:
أنتظر مَقالك لأفشّ خلقي.. ولأبق البحصة من تحت لساني.. كم امرأة وضعت لوجهها قِناعاً أخفت خَلفه خُدوداً هزيلة، وشفاهاً رقيقة، ووجهاً خشناً كالمَبرد جَلَسَتْ تَصنعه لسَاعات، وزوجها المسكين مَشَّط بدقائق ما على رَأسه من شَعرات وجَلَس يَنتظر!!
والمُصيبة الكُبرى أنَّ التّلفاز ورَّط الرِّجَال قَبل النِّساء، فكُلهنَّ يُردنَ أن يَتشبّهنَّ بفُلانة وعلتانة بنَفخ الخُدود وشَفط القعود وحَقن النِّهود.. ومَن المُبتلي الوَحيد؟!.. الرَّجُل العَتيد، فكُلفة العيادة بعَشَر رَوَاتِب وزيادة!!.. والجديد الآن عَمليّات التَّجميل.. فلا حواجب تُصبغ، فـ(التاتو للحواجب) أصبَغ.. ولا قدّ ميّاس من الرَّشاقة، بل من شَفط الدّهون لا من الرياضة.. والعيون تَتلوّن بالأخضَر والأزرق والأحمر.. زَمن والله أغبر.. أغبر!!
على ذكر العيون الحَمراء: كأنّي أرى أنَّ عيوناً مِنك احْمَرَّت.. فانتبه لخُطاك من شَرِّ أو كيد قد يَحلّ عَليك.. "فكيدهنَّ عظيم"!!
وهذا رَابع يَقول:
(إنَّ شريك المَرأة الثَّاني -باعتبار الرَّجُل الشّريك الأوّل- هو المكياج المَخبوء بجزدان يَدها وهو آخر ما يُفارقها للسَّرير.. ويُساند المكياج الآن مُصيبة جيوب الأزواج، وغنيمة أطباء العلاج، إنَّها عمليّات التّجميل، ورُبَّما يُعتبر المكياج عند البعض "غَرراً"، لأنَّ النَّاظِر لا يَعلم حقيقة ما يَرى في الوَجه، وكما لاحظت يا أستاذ أحمد -في الآونة الأخيرة- أنَّك تُناكف بكِتَاباتك من هُم حَولك.. ولكن حذارِ من النّساء لأنَّ "كيدهن عظيم".. فانتبه لنفسك!!.
أحمد عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق