الخميس، 28 نوفمبر 2019

مُلاحظاتٌ أمينَة عَلى جَريدة المَدينَة ..!

مُلاحظاتٌ أمينَة عَلى جَريدة المَدينَة ..!

يُعتبر مَدح الكَاتِب للصَّحيفة التي يَكتب فِيها؛ مِن الأشياء غَير المُستحسنة في العُرف الصَّحفي، وهَذه سَماجة لا مُبرِّر لَها، لأنَّها جَعلتنا نَتعالى عَلى هَذا المَديح إذا صَدر مِنَّا، ولَكننا نُحرِّض غَيرنا عَلى مَدحنا، وهذه فِيها جَريمتان، جَريمة خداع النَّفس، وجريمة خداع الآخرين.. مِن هُنا سأكسر –بَارك الله لي- هَذا العُرف السّمج، وأُثني عَلى "المَدينة" كجَريدة، بَعد أن أُثني عَلى "المَدينة" مَكاناً وبُقعة.. وحتَّى لا يَكون المَدح منِّي شَخصياً –فقط-، فهَا هو رَئيس هيئة الصَّحفيين السّعوديين الأستاذ "تركي السديري"؛ في مقالٍ لَه نُشر بجَريدة الرِّياض بتاريخ 8/1/2011م، تَحت عنوان: "الفَقر والاختلاط والتَّناقُض"، كَتَبَ يَقول عَن جريدة "المدينة" وعَن رَئيس تَحريرها مَا يَلي: (نَشرت جَريدة "المَدينة" - التي طَوَّر الزَّميل "فهد آل عقران" قُدراتها الصَّحفيّة، بتوفّر استقرارها، ثُمَّ تَطويرها، وبَرمجة تلك القُدرات، بَعد أن كَانت قَبله مَجالاً مَفتوحاً للنّزاعَات، وهي التي كَانت قَبل سَنواتٍ طَويلة تَحتل أولويّة الحضور الإعلامي... إلخ الفقرة)..!
حَسناً.. لنخش في الموضوع، كما يَقول الحجازيّون، ومِن قَبلهم أهل العربيّة الأقحاح..!
هَذه رسالة أوجّهها للقَائمين عَلى التَّحرير، وعَلى رَأسهم الصَّديق الدّكتور "فهد آل عقران" قَائلاً لَه التَّالي: اعلم يا سيّدي فَهد -بَارك الله فيك- أنَّني أجوب البلاد شَرقاً وغَرباً، وأمتطي دَابّتي في الدَّاخل والخَارج، وأجلس إلى أقوَام مُختلفي المَشارب والمَنابع، والأذوَاق والأخلاق، فيُحدِّثونني عن "المَدينة" بصفتي مِن كُتَّابها، حِينها أكون مُتَّكئاً، فأجلس وأُخرج قَلمي وأُسجِّل، وخُلاصة المُلاحظات تَتمثَّل في نُقطتين، الأولى في صَالحكم يا سَعادة رَئيس التَّحرير، والثَّانية ضدّكم.. وسأبدَأ بمَا هو في صَالحكم، فقد التقيتُ بمَجموعة مِن رُؤسَاء تَحرير الصُّحف، سَواء كَانت وَرقيّة أم إلكترونيّة، ومِنهم الأستاذ "قينان الغامدي" الكَاتِب المَعروف، والأستاذ "تركي الروقي" رَئيس تَحرير صَحيفة الوئام الإلكترونيّة، وأكَّدوا لي أنَّ صَحيفتكم الآن تُعتبر في القمّة، مِن حيثُ تَنوّع الكُتَّاب واختلافهم، والحريّة في النَّشر، والفَن والمرونة في الإجازة، وَاضعين نصب أعينكم مَا صَرَّح به مَعالي وَزير الثَّقافة والإعلام الدكتور "عبدالعزيز خوجة"، في الحوار الذي أجرَاه مَع مَعاليه الأستاذ "فهد الشريف"، حين صرّح قَائلاً: (لا سَقف للحريّة في عَهدي)، إضافةً إلى استقطاب الصَّحيفة للكُتَّاب الذين يَهربون مِن الجمود والتكلُّس..!
أمَّا المَلاحظة التي ليست في صَالحكم، فتَتمثَّل في التَّوزيع غَير الدَّقيق للأخبار، بحيثُ تَتفاوت التَّقييمات في قِيمة هَذا الخَبر أو ذَاك، وقَد ذَكر لي رَئيس تَحرير سَابق، أنَّ "المَدينة" تَنشر أحياناً خَبراً في الصَّفحة الثَّالثة، في حِين أنَّ مَكانه في صَدر الصَّفحة الأولى، وأحياناً العَكس، حيثُ تَنشر خَبراً في الصَّفحة الأولى؛ وهو يَستحق الصَّفحة الرَّابعة أو الخَامسة أو حتَّى السَّادسة..!
حَسناً.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي القَول: إنَّ نَقد الصَّحيفة لا يَعني الانتقاص مِن شَأنها، بَل يَعني أنَّ أي عَمليّة نَقد تُعتبر عِند الوَاعين إضافة جَديدة، ومِيزة للصَّحيفة، تُسهم في دَفعها إلى الأمَام، وأخذها إلى ميدان التَّطوّر والتَّقدُّم..!
أقول قَولي هَذا، وأستغفر الله لي ولَكم مِن كُلِّ مَدحٍ مَجاني، أو هجاءٍ إعلاني..!.

أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!