الرِّسَالَةُ الجَدِيدَة في أوجَاع المَدينة ..!
حَسناً.. سأمنح المساحة اليوم –كما تَمنح البلديّات قطع الأراضي للمواطنين- مع فَارق بَسيط وهو أنَّ مَنْح هذه الزَّاوية لا يَحتاج إلى وَاسطة، في حين أنَّ التَّعامل مَع البلديّات يَحتاج إلى "ألف حبَّة" مِن فيتامين (واو)..!
بَعث لي قَارئ كريم برسالة على البريد الإلكتروني يَقول فيها:
المُكرَّم الأستاذ "أحمد العرفج"..
السلام عليكم ورحمة وبركاته:
هذه أوّل رسالة إليك، وأعتقد أنَّه سيَتبعها الكثير، وسأبدأها بدون كَلِمَات مَديح، أو إطراء، لأنّي أعتقد أنَّك لستَ بحاجة إلى مَن يَمدحك، أو يُطريك، لكنّي أُحمِّلها عتاباً شديداً لشَخصكم الكريم، باعتبار أنَّك عشتَ في المدينة المنوّرة -حرسها الله- فإنَّه مِن أقل حقوقها عليك أن تُضمّنها كِتَاباتك بين فَترة وأُخرى، إلَّا إن كُنتَ قد مَسحتَ كُلّ ذكرياتك لهذه المَدينة المُباركة، وبَدأ قَلبك يتعلَّق بحُبِّ غيرها، وحتَّى لا أطيل على سَعادتكم، فإنِّي أرجو أن تَستعمل أسلوبك المُمتع في الكِتَابة، لنَقد النِّقاط التَّالية:
1- بَقاء شَخص وَاحد في مَنصبه طيلة 23 عاماً، وكأنَّ المدينة عَجَزَت عن إيجاد بَديل له..!
1- بَقاء شَخص وَاحد في مَنصبه طيلة 23 عاماً، وكأنَّ المدينة عَجَزَت عن إيجاد بَديل له..!
2- استمرار تَعنُّت موظّفي القطاعات الحكوميّة بشكلٍ عَام، وحُبّهم للرُّوتين، وتَعاليهم على المُراجع، خَاصَّة البلديّات والأحوال المَدنيّة، وكُلّ ذلك سيَختفي إن كُنتَ تَعرف أحداً في هذه الجهَات..!
3- بَقاء إدارة الأحوال المَدنيّة -في المدينة المنوّرة- مَا يَزيد على عشرين عاماً في مَبنى وَاحد، دون أن يُحاول مَسؤولوها الانتقال إلى مَبنى آخر، بَعيداً عن الزِّحام، خَاصَّة إذا عَلمنا أنَّ المَبنى الحالي مُستأجر وضيّق، وبأي حَال لا يَصلح للعَمل الإداري الحَديث..!
4- لو قُدِّرَ لك أن تَزور أمانة المَدينة، لهَالَك ذلك الكَم الهَائل مِن حَمَلة الهَندسة، لكن اسأل مَاذا قدَّموا للمَدينة..؟! ومَا الذي يُمكن أن يَشفع لهم ليَبقوا عَلى كَراسيهم كُلّ هذه السّنين..؟! لربّما خَرجتَ بنتيجة مَفادها: أنَّه ليس بالإمكَان أفضل ممَّا كَان، فقد بَقيت الأمانة على نَفس النَّمط، ونَفس كميّة الإنتاج، اللهم إلَّا مَن سَجَّلنا لهم رُخَص إنشاء مَباني المواطنين، وغيرها مِن الأعمال التي لا تَتعدَّى كونها أعمالاً روتينيّة يَوميّة..!
5- تَجاهل أمانة المَدينة -ضمن خططها- تَوسعة الشَّوارع وزيادة عَرضها، لتَتوافق مَع النِّمو السُكَّاني الذي تَشهده المدينة، فطَريق أبي بَكر الصّديق، وطَريق المَلك عبدالعزيز، وطريقا قُباء الطَّالع والنَّازل، والأمير عبدالمحسن، وعمر بن الخطاب، كُلّها بَقيت عَلى حالها، وكان الأولى بالأمانة أن تَمد خطوط خِدمة موازية لهذه الطُّرق، حتَّى تَفك الزِّحام اليومي عَنها، خَاصَّة إذا عَلمنا أنَّ أمانة المَدينة مُرخّصة هذه الطُّرق على أنَّها شَوارع تُجاريّة، وأنتَ تَعلم كيف يَتعامل شَعبنا مع السيّارة، والوقوف المزدوج أمام المَطاعم والبقالات والمخابز، ممَّا يُعطِّل الحركة المروريّة، ويَرفع ضَغط المُرتادين بشكل يَومي، ناهيك عن كون المدينة مَقصداً للحُجَّاج والمُعتمرين، ممَّا يَعني تَكدُّس حَافلات الحُجَّاج، خاصَّة إذا كَان أحد الطُّرق -المُشار إليها- به فُندق أو أكثر، "فيا ليل مطولك"..!
6- أمرٌ وَاحد تُجيده أمانة المدينة المنوّرة بشكلٍ جيّد، ولا أظن أنَّ هُناك أمانة أخرى في المَملكة تُضاهيها، وهو إطلاق يَد موظّفي الأمانة والبلديّات في كُلِّ اتجاه، مِن مُراقبي أسواق، ومُراقبين صحيين وغيرهم، فمَا مِن مُراقب إلَّا ويَتكلَّم باسم مَعالي الأمين، والتَّعاميم الصَّادرة والأنظمة.. إلخ، وكُلّ ذَلك يَسقط لو كُنتَ تَملك (واواً)، تُؤهِّلك للحصول عَلى خَدمات الأمانة، دون أن تَرفع ضَغطك..!
عموماً أعتقد أنّي أطلتُ عَليك، ولكن قَلبي يَئن مِن الحَال الذي نَعيشه يَوميًّا، فمُنذ عَودتي مِن الرياض عَام 1412هـ، ونحنُ مَكانك سِر، فهل تُعطي المَدينة جُزءاً مِن زَاويتك؟!.. أتمنَّى ذَلك.. والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته..!.
المواطن/ خالد ............... المدينة المنورة
أحمد عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق