الخميس، 28 نوفمبر 2019

سَعْوَدة الثَّقَافَة ..!

سَعْوَدة الثَّقَافَة ..!

مُنذ أن بَدأ المشهد الثَّقافي عندنا في السّعودية بالبزوغ؛ وهو يتغذَّى ويتشكَّل ويتلوّن عَبر كوكبة مِن المنتجين المحليين، مُضافاً إلى حزمة مِن الكوادر ذات البُعد العربي، التي تتمتَّع بثقافة هائلة، وشخصيّة مُستقلّة، وصرامة ثقافيّة كاملة!
حقاً لقد طُعّم المشهد الثّقافي بأسماء كبيرة، نفخر بأنَّها عملت هُنا وتعلَّمنا منها الكثير، حيث جاءوا بعفّة أدبيّة، وغادروا بأنفة ثقافيّة، ولم يتورَّطوا في تأليف، أو يشتركوا في كِتَابة تَسلك سبيل المُجاملة، أو تعبر عن طريق المُخاتلة!
كيف ينسى المرء أسماء تَعلَّمنا منها الكثير، مثل الأساتذة الكبار: شكري عيّاد، ومنذر عياشي، وتمام حسان وأخوه عبدالحكيم، وعز الدين إسماعيل، ومحمد الشنطي، وعبدالوهاب المسيري، وحسن ظاظا، وعلي البطل، ومحمد البقاعي، وطه أبوكريشة، وحسين الواد، ومحمد محمد أبوموسى، ومحمد إبراهيم أبوسنة وغيرهم خلقٌ كثير!
هؤلاء بعضهم قَضَى نَحْبه، وبعضهم ينتظرون، مِنهم مَن هو مُقيم بيننا، ومِنهم مَن رَحل إلى بلاده.. ولكنَّنا مازلنا نَستعذب أفكارهم وإنتاجهم وإبداعاتهم!
ولكن بعد غياب هذه الأسماء ورحيل بعضها، رُزقنا بمجموعة مِن "المُسترزقين"، مِن مَن يكتبون ويُؤلِّفون عن الأدب السّعودي مِن باب "المُجاملة"، أو "الكِتَابة المدفوعة"، أو التَّأليف مِن أجل أي شيء، وعن أي شيء!
وحتى لا نَرمي الحروف في بطون المتاهة، ونُضيّع سبيل الرَّشاد، خُذ مثلاً هذه الإصدارات:
* النَّاقِد محمد الصَّادق عفيفي.. له خمس كُتب في الأدب السّعودي، أتذكَّر منها:
1- عبدالله بن إدريس شاعراً وناقداً.
2- خليل الفزيع بين الأدب والصحافة.
3- التجربة الإبداعيّة عند محمد هاشم رشيد.. إلخ.
* أما الناقدة المصرية أسماء أبوبكر فقد صدر لها:
1- التّجربة الشّعريّة عند محمد الخطراوي.. وهو يستحق أكثر من ذلك.
2- التّجربة الشّعريّة عند إبراهيم صعابي.. أظنّه جاهزاً للنشر.
3- التّجربة الشّعريّة عند عيد الحجيلي.. أظنّه جاهزاً –أيضاً- للنشر.. هذا حتى تاريخ نشر هذا المقال.. والحبل على الجرَّار..
* أمَّا الأستاذة د. كاميليا عبدالفتاح مِن كليّة "المخواة" فلها:
1- كتاب عن تجربة الشّاعر حسن الزهراني.
2- كتاب عن تجربة الشّاعر يوسف العارف.. أظنّه "قيد النشر".. هذا -بالطبع أيضاً- حتى تاريخ كِتَابة هذا المقال!
حسناً.. ماذا بقي؟!
بقي القول: إنَّ شاعرنا العربي يقول:
كُلّ مَن فِي الوجُودِ يَطلُب صَيداً
غَير أنَّ الشَّبكَات مُخْتَلِفَات
ليبق السّؤال، ما المانع أن يَصطاد هؤلاء "سَمك الأدب السّعودي"؛ الذي زَهد فيه أهله، وتركوه "للأيدي الوافدة"، خاصَّة وأنَّ كُلّ شيء يُمكن السّيطرة عليه، إلَّا سَعودة الأدب والثّقافة!

أحمد عبدالرحمن العرفج 

Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!