الخميس، 28 نوفمبر 2019

لِمَاذا نُحِبُّ المَدينَة ..؟!

لِمَاذا نُحِبُّ المَدينَة ..؟!

قَبل أشهر فَازت جَريدتنا الأنيقة "المَدينة"؛ بجَائزة "مكَّة" للتميّز الصَّحفي، وقَد طَلب مِنِّي أو إليَّ -عَلى خِلاف بين النَّحويين- الإخوَان في الجَريدة؛ أن أكتب شَيئاً يُمثِّل رَأيي في هَذا الفَوز، حينها اعتذرت لَهم بأدب عَرفجي جَم، قَائلاً: إنَّني لا أُحبُّ أن أطير مَع السِّرب، وأن أكون طبَّالاً في فرقة "حسب الله"، ولكن أَمْهِلُوني حتَّى تَمرّ العَاصفة، لعلِّي آتيكم بقَبَس، لأنَّ العَواصف تُطفئ سِرَاجي "غير الوهَّاج"، هذا مِن نَاحية.. ومِن نَاحية أُخرى -كَما يَقول المُراسلون- عِندما أكتب بَعد فَترة، تَبقى الفِكرة عَالقة في أذهَان النَّاس، ويَكون التَّذكير بها أكثر فَائدة، لمَن فَاته هَذا الإنجَاز المُهم..!
حَسناً.. جَريدة "المَدينة"، هي ذَلك الفَضَاء الوَرقي، الذي يعطينا مسَاحة نَرسم فيها بَوحنا، ونُشكِّل عليها صُراخنا، وهَمساتنا وأفكَارنا، وآلامنا وأفرَاحنا.. إنَّها جَريدة مَن يُريد أن يَقول مَا يُريد.. جَريدة تَكون أحياناً أقرب طَريقاً يَربط المواطن بالمَسؤول.. جَريدة لا تَخضع لـ"التَفتفات أو الشَّائعَات أو الأقَاويل"، وحتَّى أُدلِّل عَلى هَذا، سأذكر قصَّة كُنتُ أحد أطرَافها، أو أحد رَاسميها عَلى وَجه الدِّقة.. أرويها لَكم، طَالما أنَّ أطرافها أحياء في دُنيانا يُرزقون..!
ذَات صَباح هَاتفني دكتورنا الأنيق "عبدالرحمن العرابي"، طَالباً منِّي أن أتحدَّث إلى الصَّديق أو الكَاتب الذَّكي الأستاذ "محمد الرطيان"، ليَنضم إلى قَافلة كُتَّاب جريدة "المدينة"، بحيثُ يَلعب هو في  خَانة الظَّهير الأيسر، وأتمرْكَز أنا في خَانة الظَّهير الأيمن، لأنَّني أُحبُّ التَّيمُّن.. طَلب مِني "العرابي" ذَلك نَاقلاً رَغبة الجريدة، وعَلى رَأسها الصَّديق "رئيس التَّحرير"، والشَّاهِد -هُنا- أنَّ الشَّائعَات والأقَاويل التي كَانت تَدور، أنَّ الزَّميل "الرطيان" قد أُوقِف عَن الكِتَابة، ولكن مَسؤولي الجَريدة لَم يَكونوا أَسْرَى الشَّائعَات والأقَاويل، وهَذا هو بَيت القَصيد.. حينها اتّصلتُ بـ"الرطيان"، وطَلبتُ مِنه الانضمَام للتَّشكيلة، فقَال: "يا عُمدتنا لقد سَبق أن تَحدَّث مَعي الأستاذان "جميل فارسي وفهد الشريف"، والآن ها أنتَ تَتَّصل، ولن أكون لعُمدتنا إلَّا مِن الطَّائعين"..!
وبَدأ الرَّجُل يَكتب، وبَدأت "المَدينة" تَنشُر، وهذه القصَّة تَختصر سِرّ تَميُّز "المَدينة".. إنَّها ببَساطة لا تَخضع للأحاديث؛ التي تُنتجها مُؤسَّسات المَقاهي، ووكالات "قِيل وقَال"، والثَّرثرة والكَذِب، والادّعاء والانتحَال..!
يا قَوم.. إنَّها المَدينة وكَفى، ذَلكم الكِتَاب الوَرقي، الذي يَنشر ما لا يُنشر، ويُمارِس الشَّجاعة العَاقلة في الطَّالعة والنَّازلة..!

أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!