الحبر الأصفر
الشعر الخليلي عند يوسف الرحيلي
وَعدتكم هُنَا -في مُلحق الأربعَاء الأسبُوعي- بأنْ أستَعرض مَرَّة كُلّ شَهر شَاعراً مِن شُعرَائنا الشَّباب السّاطعين، وهَا أنَا آتي هَذه المَرَّة مُبشّراً ومُخبراً؛ عَن شَاعر مُتألّق مُتميّز، اسمه "يوسف الرّحيلي"..!
"يوسف" هَذا يَنتقي مُفرداته، كَما تَنتقون أنتُم أجوَد أنوَاع الطّعَام، وكَمَا تَختار النَّحلة أجمَل الأزهَار والورُود لامتصَاص رَحيقها، وحتَّى لا يَأخذنا التَّنظير عَن الشَّواهِد، دَعونا نَستَعرض بَعض أبيَاته:
جُودي بنَزفكِ واسقِيني مِن البددِ
واستَنبتي وَحْشة الميعادِ في أبدي
واستوقفي رعشة َالتاريخِ وانتظري..
حتَّى ألمّ سَمائي مِن ضُحى رَمَدي
حتَّى ألمّ حكَايَاتي وأنثُرَها
أشلاءَ مَلحمةٍ في ظلِّ مُرتَعِدِ
جُودي.. سَئمتُ من الأنواء أقطفُها
كَما سَئمتِ مِن (العُنّاب ِوالبَرَدِ)
* ويُواصل القَصيدة قَائلاً:
مِن مستفيضِ الأمالي ثَبْتُ قافيةً
ورقاءَ ترقصُ في حبلٍ من المَسدِ
مكسورةَ الضادِ تستوفي ملامَحها
من خيبةِ السبتِ في إطلالة الأحدِ
أنا سرابُ السُّرى أنفاسُ مَسْغبةٍ
قِيحي عَلى دَفتري وَجِدِي عَلى جَسدي
حُمَّى الفراغِ تولتْ كِبْرَ خارطتي
زحْفُ التولي و(جودو).. في انتظَار غَدِي!!
زَادي رَفيفُ الأمَاني قبضُ تلهيةٍ
عيني عَلى شُرفتي قَلبي عَلى وَلدي!
أمّا المقيلُ فسُؤرُ النائماتِ ضحىً
(سوالِفُ) العصر لم تنقصْ ولم تزدِ!!
* ويَقول في قَصيدة "زَمَن النّعناع":
نَقش الوحيُ عَلَى البدرِ شعارَك
عندما شيّد في الوادي فنارَك
المواعيدُ وقد أيقظتَها
أشعلتْ في حِيرة السَّاري نهارَك!!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: "يوسف" أَعْرِض عَن النَّقد، وتَمتَّع بمَوهبتك، فأنتَ –والله- صَاحِب مَوهبة، لَو سَقيتها بمَاءِ الاهتمَام، وأطعَمتها مِن قَمح الحِرص، وتَنفّستها كَما تَتنفّس الدُّنيا في الصَّبَاح، ستَكون في مَصافّ الشُّعرَاء الكِبَار، الذين أصبَحوا أجرَاساً تُطرب آذَان الزَّمَان..!!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق