الخميس، 28 نوفمبر 2019

الأحَاسِيس الفَائِضة في وَصف المَرأة الغَامِضة ..!

الأحَاسِيس الفَائِضة في وَصف المَرأة الغَامِضة ..!

المَرأة ذَلك السَّائِل الرّوحي الأُنثوي المُتمدِّد عَلى تَضاريس أفكَار الرِّجَال، لا تَغيب هَذه الكَائِنة إلَّا لتَحضر، ولا تَحضر إلَّا لكَي تَغيب، فالفَلاسفة والأدبَاء والعُشّاق والحَالمون مَلأوا الكُتب أقوالاً وحِكماً وأمثالاً، تُحاول أن تَستشرف رَائحة المَرأة وجَسد فِتنتها الفَخيم..!
المَرأة ذَلك المَخلوق الحَائِر في نَفسه، المُحيّر لغَيره، تَأتي كعَلامة استفهام كُبرى في وَسط تَفاصيل الأسئلة، وكُلّما اقتَرب الرَّجُل مِن فَهم نَفسيّة وعَقليّة المَرأة، شَعر أنَّه ابتعد عَنها، وكُلّما ابتعد عَنها شَعر بأنَّه يَميل إلى الاغترَاب، وقَد لَخَّص أحد الرَّاسخين في محراب المَرأة شَيئاً مِن تَفاعلاتها وتَناقضاتها في حزمة "اللا شيئات" –جَمع لا شَيء-، مُحاولاً قِراءة مَلامح هَذه الزّهرة البشريّة، القَابلة للانكسَار والانفجَار والانتصَار..!
يَقول أحدهم: (لا شَيء يَذبح المَرأة كزفَافها إلى رَجُلٍ مَا، وفي قَلبها رَجُل آخر.. ولا شَيء يُعرِّي المَرأة، كنَظرة اشتياق مِن عَين رَجُل تَعشقه حدّ الجنُون.. ولا شَيء يُهين المَرأة، كمُقارنات تُعقد بَينها وبَين أُخرى ظَهرت في حَياة مَن تُحبّ.. ولا شَيء يُرعب المَرأة، كإحسَاسها بأنَّ حِكَايتها مُؤقّتة وأنَّها حَتماً مُفارقة.. ولا شَيء يَهزم المَرأة، كحَنين النَّهار بَعد اللقاء، وحَنين الليل بَعد الفراق.. ولا شَيء يُربك المَرأة، كوقُوفها في حَضرة رَجُل يَخفق قَلبها لذِكرهِ وعِطره.. ولا شَيء يُعيد مُراهقة المَرأة، كحِكَاية حُبّ مُفاجئة في خَريف العُمر.. ولا شَيء يُحيي طفُولة المَرأة، كتَدليلها عَلى يَدي رَجُل يَهمّها أمره.. ولا شَيء يَسرق عُمر المَرأة، كانغمَاس سَنواتها في حِكَاية بلا أمل.. ولا شَيء يُطفئ نَضارة المَرأة، كظُلمة الفراق، ولَيالي الفراق، وحُرقة الفراق)..!
ويُمكن للمَرء أن يُضيف أنَّه: لا شَيء يُسعد المَرأة، مِثل إهدَائها بَاقة وَرد، أو زُجاجة عِطر، أو عقد ألمَاس، كَما أنَّ لا شَيء يُذهل المَرأة، مِثل أن يَتفرَّغ الرَّجُل لتَدليلها، وإسعَادها عَبر إعطَائها قطعة مِن الحَلوى، أو شَذرة مِن آيسكريم، أو كوباً مِن مَشروب لَذيذ.. ولا شَيء يُباغتها، مِثل ظهور شَعرات بَيضاء في مفرقها عَلى حِين غَفلة مِن المرآة، لتَبدو هَذه الشَّعرَات وكأنَّها تَباشير صَباح بَعد لَيلٍ مُظلم، أو يَبدو رَحيل الشَّعر الأسوَد وكأنَّه غُراب يَطير مِن الرَّأس.. ولا شَيء أحبُّ إليها، مِن كَلِمَات الغَزَل ومُفردَات الشَّوق، وعِبارَات الحُبّ التي تَقول كُلّ شَيء، ولا تَقول شَيئاً مُحدَّداً..!
حَسناً.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي القَول: يَا لهَذه المَرأة التي جَعلت الرّؤوس تَنتصب، والعقول تَنجذب إلى حيثُ المُتعة واللذة والسَّعادة، حِين يَمتزج المُحبّ بحَبيبه، والمَريض بطَبيبه، والبَعيد بقَريبه..!.

أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!