الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

يا أهل السعادة والسمر.. جُدَّة إتِّي وبحر


الحبر الأصفر
يا أهل السعادة والسمر.. جُدَّة إتِّي وبحر

أكثَر مِن مَرّة قُلت: إنَّ مِن أَهم مَصَادِر السّعَادة في هَذه البلَاد، الأَمن والأمَان والاستقرَار، والوَفرة الاقتصاديّة، وفَريقاً كَبيراً كالاتّحاد..!
يَعتقد البَعض أنَّ عَلاقة جمهُور الاتّحاد بفَريقه؛ هي عَلَاقة نَفعيّة، تَقوم عَلَى المَصْلَحَة، بمعنَى أنَّه إذَا فَاز الفَريق اصْطَفَّ الجمهُور خَلفه، وإذَا خَسِر انفضّوا مِن حَولهِ وتَركوه حَزيناً، وهَذا الظَّنّ لَيس بصَحيح، فجمهُور الاتّحاد يَتعَامَل مَع نَاديه مِثل تَعامُل المُحِبْ مَع مَحبوبته، فإذَا مَرضت الحبيبَة لَم يَبتَعد عَنها الحَبيب، بَل عَلى العَكس، يَزيد اقترَاباً مِنْهَا، ويَرعَاهَا، ويَبحث عَن وسَائل العِلَاج النَّافِعَة لَهَا..!
الاتّحاد ظَاهرة كرويّة، أنتَجتها مَدينة جُدَّة النَّوارس، وجُدَّة التَّاريخ، وجُدَّة صَاحبة الأولويَات الكَثيرة، ومِنها أنَّ أَرضها أنبَتَت أوّل نَادِ سعُودي كَبير، اسمه الاتّحاد.. هَذا النَّادي الذي أَخَذ ألوَانه مِن طَبيعة الِبيئة في الجزيرَة العَربيّة، تِلك الجزيرَة التي تَضم الذَّهب الأسوَد والذَّهب الأصفَر، ولَم يَكن بَعد هَذه الألوَان؛ إلَّا فَريقاً مُدهشاً مُفتَرِساً، افترَس البطُولات المَحليّة والخَليجيّة، والعَربيّة والقَاريّة، وحَقَّق الثُّلاثيّات والرُّبَاعيّات والخُمَاسيّات، فأَدْهَشَ القَاصي قَبل الدَّاني..!
لَم يَكتفِ الاتّحاد بتَسطير المَلَاحم الكرويّة عَلى الأرض، بَل سَطّر الملَاحم الغِنَائيّة، وأصبَحت الأهَازيج الاتّحاديّة حَديث الرّكبان، يَحفظها المُقيمون والمُسَافرون، والمُتعصِّبون والمُعتَدِلون، مُردِّدين بصوتٍ وَاحد: (عَسَل عَسَل.. أي والله.. الاتِّي وَصَل)..!
عِندمَا تُشَاهد الاتّحاد بشِعَارهِ الأصفَر والأسوَد، تَعتريك طَلَاوة، وتَتخلَّل جِسمك حَلَاوة، وكَأنَّ الأصفَر يُشير إلَى العَسل، والأسوَد يَرمز إلَى العِنَب، أو تَمرة العَجْوَة التي تشفي النّفوس المُتْعَبَة..!
الأصفَر والأسوَد.. إنَّه صَفَار اللّوز والجوز والفُستق، أمَّا الأسوَد فإنَّه مَذَاق الزّيتون، واللّون الذي يَسكن بُؤبُؤ العَين..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أنْ أُشير إلَى أنَّ اتّحادنا العَظيم سيَلعب هَذه الليلَة، ولَا يَعنينا سَوَاء فَاز أو خَسر، لأنَّ الجمَاهير الاتّحادية هي أُمّ النَّادي، لَا تُقَرّ لَها عَين، حتَّى تَرى طِفلها عَائِداً بالسَّلامة مِن المَدرَسة، سَوَاء كَان مِن قَبيلة الرَّاسبين –لَا سَمَح الله-، أو مِن طَائفة النَّاجحين..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!