أضواء السراج في يوميات الحاج
لَم تَزل اليَوميّات تَحتل المَكانة الكَبيرة في أذهَان القُرَّاء والقَارِئات، والمُتابعين والمُتابعَات، لذَا لا مَفرّ مِن ضَخ يَوميّات جَديدة؛ تَتحدَّث عَن الحَج ومَا فِيه؛ مِن دَلالاتٍ وإشَارَات وأعمَالٍ ودعوَات..!
السّبت: تَأمَّلتُ أحَاديث المُجتمع؛ فوَجدتُها تَدور حَول شرَاء الأضَاحي وذَبحها، لذَا قَررتُ –وأنَا بكَامِل قوايَّ العقليّة المُعتبرة شَرعاً- أن أُضحِّي بكُلِّ مُقوّمَات الحِقد؛ والكَراهية والحَسَد، التي تَختبئ في جَوانب نَفسي الأمَّارة بالسّوء، لأجعلها تَتحوّل إلى النَّفس المُطمئنّة..!
****
الأحد: الله جَلَّ شَأنه يَأمر الحجَّاج بأنَّه: "لا رَفَثَ ولا فسُوق ولا جِدَال في الحَج".. وهَا أنَا أستَلهم هَذا التّوجُّه الربَّاني، بحُيثُ أبتَعد عَن "الرَّفث والفسُوق في أيَّام الحَج"، وفي غَيرها مِن الأيّام.. فالفسوق بَابٌ مِن أبوَاب الشّر..!
****
الاثنين: كُلُّ الحجَّاج يَلبسون المَلابس البَيضاء، لذَا غَمرني هَذا اللون بدَلالاته، فمَا كَان منِّي إلَّا أن بَدأت أُنظِّف قَلبي، لأجعله مِثل "إحرَام الحَاج" أبيض، وطَلبتُ مِن الله الكَريم الأكرَم أن يَغسلني مِن الخطَايَا، ويُنقِّيني مِنها -كَما يُنقَّى الثَّوب الأبيَض مِن الدَّنَس-..!
****
الثلاثاء: هَا هي جمُوع الحَجيج تَسعى بَين الصَّفا والمَروة، وأنَا أسعَى بَين المَفهومين، أسعَى لأصل إلى صفَاءِ النَّفس؛ الذي بَدأ يَغيب عَن أكثَر البَشَر.. وأسعَى للمَروَة مَع تَحريف بَسيط، لأُحوِّل "المَروَة" إلى "مروءة"..!
****
الأربعاء: ذَلك يَومٌ فَضيل اسمه التّروية، أدعُو الله أن يَتقبَّل فيهِ منّا ومِنكم صَالح الأعمَال، لَيتنا نَرتوي بالإيمَان والطَّمأنينة وتَصفية النَّفس....!
****
الخميس: هَا هُم النَّاس يَقفون عَلى صعيد عَرفات، لذَا سأقف مَع نَفسي وَقفة صَادقة، أُحاسبها فِيها عَلى مَا تَقدَّم مِن تَصرّفاتي ومَا تَأخَّر، لأُحقِّق القَول الشَّهير الذي يَقول: (حَاسبوا أنفسكم قَبل أن تُحاسبوا).. كَما أنَّ الصّوم في هَذا اليَوم هو سيّد المَوقف..!
****
الجمعة: تَأمَّلتُ مُفردة "حَاج"، فوَجدتُها تُجمع عَلى: "حجّاج وحجيج وحاجّون"، وهَذا فيهِ تنوّع وثرَاء، ولَكن كُلّ هَذه المُسمّيات تَدلُّ عَلى أنَّ الحَاج لَه حَاجَة عِند الله.. إلَهي: حَقَّق أحلام الحجّاج وأمَاني الحَجيج، وأجب دعوَات الحَاجّين والحَاجّات.. إنَّك وليُّ ذَلك والقَادر عَليه، يَا رَب المشَارق والمغَارب..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه يَوميّاتي، فمَاذا عَن يَوميّاتكم أيُّها النَّاس.. فالأمس تَولَّى، والغَد في حُكم الغَيب، ولَيس لكُلِّ وَاحد مِنكم إلَّا اليَوم الذي هو فِيه..!!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق