الحبر الأصفر
الإحاطة باستغفال العباطة
يتمتّعُ بَعض الأفرَاد مِن المُجتمع السّعودي؛ بمَخزون استَراتيجي عَميق مِن "العبَاطة"، التي لا نَظير لَها، وهي عبَاطة "الجَاهِل" حِين يُجادِل في جَهله.. وحتَّى لا نَظلم أحداً، سنُعطي بَعض الأمثلَة عَلى مَا نَقول:
مِن أمثلَة العِبَاطَة، أنَّك تَكون في وَليمة فِيها كَثيرٌ مِن النَّاس، ثُمَّ يَتحدّث مَعك أحدُهم بصَوتٍ عَال ويَقول: "بيني وبينك"، وهَذا لَا مَعنَى لَه، وكَأنَّه يَطلب مِن الآخرين أنْ يَصمُّوا آذَانهم..!
ومِن صور العِبَاطَة أيضاً، أنَّك تتّفق مَع أحدهم عَلى مَوعد، وليَكن في الخَامِسة عَصراً، ثُمَّ تَذهب لذَلك المَوعد فتَجد السَّراب بانتظَارك، ولا يَأتي مَن وَاعدته إلَّا في السَّاعة السَّادسة، وإذَا عَاتبته وقُلت: أين أنتَ؟ لِمَاذا تَأخَّرت سَاعة؟ قَال: والله زَحمة الطَّريق.. وإن سَألته مَتَى خَرَج مِن بَيته؟ قَال لَك: أنَا خَرَجت السَّاعة الخَامسة تَماماً كَما وَعدتك! وهَذه عبَاطة لا عَلَاج لَها، لأنَّ اللا عبَاطة تَقول: إنَّك يَجب أن تَخرج مِن المَنزل قَبل المَوعد بنِصف سَاعة، تَحسُّباً للزَّحمة التي أصبَحت رَغيفاً يَوميًّا نَأكله في كُلِّ مشوَار..!
ومِن صوَر العبَاطة أيضاً؛ أنَّ أحدَهم يَطلب رَقم جَوّالك، فتُعطيه إيَّاه، وتُؤكِّد عَليه مَرّة واثنتين وثَلاثاً بأن لَا يُعطيه لأحَد، تَحسُّباً للإزعَاج، فيَعدك بأنَّه لَن يُعطيه لأحَد، ومَا تَدري بَعد حِزمة مِن الأيَّام؛ إلَّا وبَعض الغَوغَاء قَد اتّصلوا بِك، فإذَا سَألتهم: مِن أين أتيتُم برَقم جوّالي؟ قَالوا: أخذنَاه مِن صَديقك فُلان.. ذَلك الذي وَعدك بأنَّه لَن يُعطيه لأحَد.. وإذَا اتّصلت بمُروِّج رَقم جوّالك؛ مُعاتِباً إيَّاه عَلى تَصرّفه، سيُفاجئك بعبَاطَة غَريبَة قَائلاً: "يا أخي إيش فِيها؟ والله لَو أنتَ أُوبَاما"..!
صَحيح أنَّني "أحمد" وجِدِّي "حسين العرفج"، وَلد "لولوة العجلان" –حَفظها الله-، ولَستُ "باراك" ابن "حسين أوباما"، ولَكنّني عِند نَفسي أهَم مِن هَذا الاتّحادي العَريق "أوباما"، و99% مِن أصدقَائي يُرجّحون كفّتي ضدّه في أي مِيزان..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: أيُّها النَّاس رَاقِبوا أقوَالكم وتَصرُّفاتكم، وحَاولوا أن تَجتنّبوا العبَاطَة، كَمَا تَجتنّبوا الرّجس..!!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق