آه يا الاتحاد ..!
بَعد غياب طَويل عن حضور المُباريات في المَلاعب، قررتُ أن أذهب إلى مَلعب الأمير عبدالله الفيصل بجُدَّة، لحضور مُباراة الاتحاد والفيصلي، بَعد أن أغوَاني الشَّيطان الاتحادي "محمود صباغ"، الذي أغرَاني أنا وصديقي "محمد الشنقيطي" بدَفع قيمة التَّذاكر البَالغة 900 ريال، مُقابل الجلوس 90 دقيقة في المنصّة الرّئيسيّة مَع الوُجهاء والكُبراء، ومَا بينهما مِن المُتنفّذين والمُدراء، والتقطتُ صورة في المنصّة حتَّى "أكشخ" عند أصحابي في بريدة، وقد قبلتُ الدَّعوة، فأنا كالمَشايخ أُحب أن أكون "مَعزوماً" لا "عَازماً"، وأُفضِّل "السّلتحة" الرّياضيّة..!
ذَهبنا إلى المَلعب ونحنُ نَرفع أكفّنا إلى الله -عزّ وجلّ- بأن يَجعل للاتحاد مِن كُلِّ ضِيقٍ مَخرجاً، ومِن كُلِّ هَمِّ فَرجاً، وحين وَصلنا إلى المَلعب التقينا بمَجموعة مِن الأصدقاء، الذين يَحملون نَفس الهَمّ في تَغيير النَّحس، الذي يُلازم قُرة أعيننا الاتحاد، ويا للمُفارقة بَعد أن كَان يَجمعنا فَوز الاتحاد، أصبح يَجمعنا تَغيير نَحس التَّعادُلات، الذي ارتبط مُؤخَّراً باسم الاتحاد، حتَّى أصبح "الأعدقَاء" يُسمّونه فَريق "أبو نُقطة"..!
قَبل انطلاق المُباراة، كُانت كُل العَوامل المُحيطة بالمَلعب؛ تُؤكِّد أنَّ فريقنا سيَخرج مِن نَفق التَّعادُلات، وسيَضع حَدًّا لنزيف النِّقاط، وحين هَبطت الكَتيبة الاتحاديّة إلى أرض المَلعب، بقيادة اللاعب المُتأرجح في مُستواه "محمد نور" تَفاءلنا وتَفاءلنا ثُمَّ تَفاءلنا، وعندما وَصلت النَّتيجة إلى ثَلاثة أهداف للاتحاد، مُقابل هَدف للفيصلي؛ اعتقدنا أنَّ الأمور حُسمت، وأنَّ المُهمّة التي قَدمنا مِن أجلها قَد تَمَّت بنَجاح، وحَمدنا الله على تَجاوز خطوط اليَأس، وعبور مَدينة القنوط..!
لَكن بَعد ذَلك جَرت الرّياح بما لا تَشتهي جَماهير الاتحاد، حيثُ أدرك الفَيصلي التَّعادل، ويا لها مِن كَارثة كُروية، عندما يَكون الاتحاد في جُدَّة ويَلعب مَع الفَيصلي، ويَتقدَّم بثَلاثة أهداف لهَدف، ثُمَّ تَنتهي المُباراة بالتَّعادل، الأمر الذي جَعل البَعض يَقترح قَائلاً: إنَّ الاتحاد بحَاجة إلى رُقية شَرعيّة، عَلى أن أذهب أنا إلى بريدة مَع الفَريق، وأُرشِّح لَه مَن يَقرأ عَليه للشِّفاء العَاجل، إذ يَبدو أنَّ عين الحَسد أصَابت الاتحاد؛ بَعد أن حقَّق سَبعة انتصارات مُتتالية في بداية الدّوري..!
في تلك الليلة سَمعتُ أصوَات الجَماهير، وكَانت أصواتاً تَنُم عَن حُزن مَمزوج بالغَضب، وألفاظ تُشير إلى أنَّ النّفوس مَكبوتة مِن هَذه المَسيرة الاتحاديّة التَّعيسة، المُتمثّلة في ارتكاب جَريمة التَّعادل السَّابع..!
يَجب أن نَكون صُرحاء، فالاتحاد ليس مِلكاً لأحد، بَل هو ملك للجَماهير.. لا نُريده أن يَكون مَشتلاً للزّهور أو شَبكة للرّي، أو "تكيّة" لمَزاج هَذا اللاعب أو ذَاك، أو مَقهى لاستعراض عَضلات هذا الإداري أو غيره، ويَجب أن يَتحمَّل الجميع المسؤوليّة، فالمُدرِّب لا شك أنَّه قَدير، وإن لَم يَعزف لَحن الفَوز الاتحادي الذي نُحبّه؛ بسبب اختلاف أساليبه التّدريبيّة مَع إمكَانات لاعبي الفَريق، ولابد مِن تَدخُّل عَاجل لإجراء عمليّة جراحيّة للفَريق في أسرع وَقت، حتَّى نُنقذ مَا يُمكن إنقاذه، طَالما أن حِبال الأمل في أيدينا، والبطولة قَاب قَوسين أو أدنى مِن الرَّحيل عنَّا..!
حَسناً.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي أن أعتذر عَن الخَطأ النَّحوي الذي حَمله عنوان المَقال، فأهل النَّحو يَقولون: لا يَجوز دخول ياء النِّداء عَلى المُعرَّف بـ"الـ" التَّعريف، ولكن نَظراً لأنَّ الاتحاد انكسر وكَسر قلوبنا، لذلك كَان يَجب أن تَنكسر اللغة، إجلالاً وإكباراً للاتحاد، والجزَاء مِن جنس العَمل، وليَغضب منِّي عَالِم النَّحو "سيبويه"، الذي لَو رَجع إلى الدُّنيا لما وَسعه إلَّا أن يُحبّ ويُشجِّع الاتحاد..!.
أحمد عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق