إغلَاق الشَّبكَات وَقت الصَّلوَات ..!
إنَّ التّكنولوجيا هِبة مِن الله -عَزَّ وَجَلّ- قَد تُستخدم في الخَيرِ، وقَد تُستخدم في الشَّر، ولَكن لمَاذا لا نَنحاز إلى استخدامها في الخَير..؟! لذلك دَعوني اليوم أطرح فِكرَة للتَّداول رَغبةً في أن تَكون قَابلة للتَّطبيق..!
حَسناً.. يَوم الجمعة المَاضي ظُهراً؛ طَرحتُ في صَفحتي في "الفيس بوك" سؤالاً يَقول: (أيُّها المُشاركون في "الفيس بوك": أين أنتم مِن صَلاة الجُمعة..؟!).. لذا أقترح أن يُفتح فَرع لهَيئة الأمر بالمَعروف والنَّهي عَن المُنكر في هَذه البِدعَة التّكنولوجيّة -"الفيس بوك"- لمُراقبة المُتخلِّفين عَن أدَاء الصّلاة..!
طَرحتُ هَذه الفِكرة يَوم الجُمعة السَّاعة الوَاحدة إلَّا رُبع ظهراً بتَوقيت المَملكة، كَما طَرحتها في نَفس الوَقت في المنبر الإعلامي الاجتماعي المُسمَّى "تويتر"، وما هي إلَّا لَحظات حتّى انهالت الرّدود في المَوقعين بين مُؤيّد ومُعارض.. ومِن أبرز الرّدود قَول أحدهم: يا سيّدي حتَّى لَو كُنَّا عَلى أجهزتنا وحَواسيبنا وفي مَنازلنا؛ فنَحنُ نَسمع صَوت الخَطيب مِن خلال ميكرفون عَالي الصَّوت..!
ومُشارك آخر يَقول: مَا يُدريك لعلَّ أصحاب الأجهزة تَركوها شَغَّالة وذَهبوا لأداء الصّلاة..!
أمَّا مُشارك ثَالث في "تويتر" فيقول: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ).. أين أنتَ مِن الصّلاة يا "أحمد"..؟! فرددتُ عليه قَائلاً: إنَّني في لَندن وبَاقي عَلى الصّلاة أكثر مِن ثَلاث سَاعات.. فقَال: دونك يا "عرفوجي"، إنَّ لَندن تَحتاج إلى فَتح مِئات الفروع للهَيئة، نَظراً لكَثرة المُنكرات والمَعاصي.. فقلتُ لَه: صَدَقْت..!
إنَّني في هَذا المَقال أؤكِّد عَلى مَبدأ العَدل في تَطبيق الأشياء، فكَما تُغلق المَحلَّات وبَعض المَحطَّات وَقت صَلاة الجُمعة -وهي مُهمّة جداً- فمَا بَالك بمَواقع الدَّردشة والحَش، وتَفريغ شُحنات البُغض والكُرْه والحُبّ مِن هَذا الطَّرف أو ذَاك..؟! أليس مِن الأجدَى تَعطيل الشَّبكة وَقت صَلاة الجُمعة؛ في كُلِّ مَدينة بحَسب تَوقيتها، طَالما أنَّنا نُغلق المُهم ونَترك الأقل أهميّة..؟!
حَسناً.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي القَول: إنَّ الأخوة في هَيئة الأمر بالمَعروف والنَّهي عن المُنكر؛ قَد يَتحمّسون لمِثل هَذا الاقترَاح -رَغم أنَّ تَطبيقه لا يَتطلب موظّفين وجَولات ميدانيّة وانتدابات وخَارج دَوام- لأنَّه يُحقّق المَصلحة التي يَنشدونها، والمَطلوب فَقط التَّنسيق بين الهَيئة ومَدينة المَلك عبدالعزيز؛ التي ستُغلق هَذه المَواقع الحواريّة وَقت صَلاة الجُمعة، كُلّ مَدينة بحَسب تَوقيتها. ومَن أرَاد أن يَدخل وَقت الصَّلاة إلى صَفحته في "الفيس بوك" أو "تويتر"؛ تَخرج لَه لَوحة مَكتوب عَليها: مَمنوع الوصول لهَذه الصَّفحة إلَّا بَعد الصَّلاة، وعَلى المُتعاملين مَع الإنترنت مُراعاة فروق التَّوقيت..!.
أحمد عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق